للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- يكثر من صيغ الاستنكار والنفي والتعليل والاستطراد الخفيف مما يخفف على القارئ عند قراءة موضوع واسع أو مقال طويل.

٣- يتوجه بالحديث إلى المخاطب، حتى يبدو كأنه يحدث قارئه ولا يكتب إليه، مع الترفع عن الابتذال والإسفاف مهما كان الموضوع الذي يتناول، والابتعاد عن استعمال الألفاظ الغربية، والأساليب العامية.

٤- يؤثر لوازم معينة عند البدء والانتقال والتفصيل لم تؤلف في كتابات غيره مثل: مهما يكن من شيء، تستطيع أن تسميه كذا، وإنما هو شيء آخر غير كذا، ومما لا شك فيه, ومثل: الرغم والسخط والرضى والإسراف والبراعة، وغير ذلك من الألفاظ التي يلحظها القارئ، ويتميز بها عن غيره.

٥- تبدو فيه شخصيته الأدبية فيما يكتب -قصة أو مقالًا أو كتابًا- فتراه يؤدب العلم والمنطق والتاريخ، مع إشراق الديباجة، ووضوح العبارة، وسهولة الألفاظ، وتوقيع موسيقى وجرس خفيف على الأذان، ومن هنا عجز الجميع عن محاكاته أو تقليده.

٦- يحتفظ بصورة بديعية واحدة -رغم تحرره من صور البديع- هي فن المطابقة، ويؤثر السجع عند الحاجة، ويأتي به بين كلمتين متجاورتين في الجملة الواحدة، وقد يتجاور مع سجع بين نهاية جملتين مثل: "كان الشيخ مهيبًا رهيبًا، وكان فخمًا ضخمًا، قد ارتفعت قامته في السماء، وامتد جسمه في الفضاء١" وهذا جزء من مقال له عن: "الحب في شعر عمر بن أبي ربيعة" يقول فيه: "وكان كل شيء في حياة عمر وسيلة إلى الاتصال بالمرأة وذكرها، والتحدث إليها ولا سيما الحج، فلم يكن ابن أبي ربيعة يفهم من موسم الحج إلا أنه معرض إسلامي للجمال، كان إذا قرب الموسم اتخذ أجمل ما كان


١ راجع: على هامش السيرة ج١ ص٣ طه حسين.

<<  <   >  >>