للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زيادة" الكاتب الحق في حديثها عن صاحبتها "باحثة البادية" فقالت: "ليس بكاتب من كان ينقصه ما يسميه الإفرنج "قماش الكاتب" أي: السر الذي يقود الفكر إلى اختيار الألفاظ الصائبة، ويعرف صياغة الجملة الملائمة١". وعلى أي حال فأسلوب مي زيادة يتميز عن غيره بما يلي:

١- اختيار الألفاظ ذات الجرس المؤثر الملائمة، والعبارات الأنيقة الرشيقة الموائمة، والجمل الواضحة -التي لا لبس فيها- المناسبة.

٢- يحفل بتوازن العبارات في موسيقى عذبة هادئة، وتنسيق الجمل في وحدات مترادفة متساوية دون ملل أو رتابة.

٣- تتراوح نغماته بين الشدة واللين، والقوة والضعف، تبعًا لتغير الموضوعات واختلافها، ومع ذلك تجده مشرق أخاذ لتعبيراته رنين عذب وجرس خلاب.

٤- يتسم بالوضوح والسلاسة، وينم عن عناية فائقة بالصقل والتهذيب, وحرص على الجودة والإتقان.

٥- أقرب إلى المحسوس الداني منه إلى الخيال البعيد في لوحة مصورة وملحنة ومقسمة الكلام على تقاسيم شعر خفي تتحرك به النفس.

وهذا جزء من مقال لها عنوانه "كلمات في الصداقة" جاء فيه: "قد تبدو هذه الكلمات غريرة للذين لا يرون في الصداقة إلا وسيلة نفعية تعود على كل المرتبطين بها بفائدة محسوسة كالظهور بمظهر العظمة، أو التمكن من دحر منافس أو التعاون على الإساءة إلى شخص أو أشخاص، أو جني ثمرة ملموسة، وتحقق غرض مالي أو اجتماعي".

"ونخطئ إذا نسبنا إلى أهل هذا العصر وحدهم الصداقة المغرضة؛ لأن تلك كانت شيمة الكثيرين في جميع العصور، وعند جميع الأقوام،


١ راجع: باحثة البادية لمي زيادة.

<<  <   >  >>