للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مبادئ الحرية بين أفراد الأمة حتى يتخذها الجميع المثل الأعلى في أمالهم الوطنية.

أسلوب أحمد لطفي:

لم يختلف اثنان على أستاذيته لجيله، وامتدت أستاذيته عبر الأجيال بعده حتى لحق بربه. وصفه صديق عمره المرحوم عبد العزيز فهمي فقال: "ديمقراطي الرأي والعقيدة، لكنه طول حياته ارستقراطي مع الأرستقراطيين١" وأهم ما يميز أسلوبه السمات التالية:

١- الجمع بين مأثورات بيئته وأفكار عصره.

٢- مزج الفكرة الفلسفية والاتجاه الفلسفي في نظرة موضوعية مجردة.

٣- وضوح التأثير العربي واليوناني والغربي في تفكيره وكتاباته.

٤- يتسم بالإيمان العميق بقداسة الحرية الفردية، ويشيع فيه احترامها.

٥- يصدر عن فلسفة سياسية واجتماعية متكاملة، تقوم من الناحية السياسية على الدولة والحكم ومن الناحية الاجتماعية على مضمون واحد هو الارتقاء الذي تحققه الأمة وتعمل الدولة له.

تحدث عن عيوب المجمع المصري "الرياء" فقال:

"أرأيت الذي يقول رأيه في مسألة بعينها، ولا يلبث أن يغيره من غيره سبب إلا شغفه بإرضاء عظيم ينتظر نفعه ويخشى غضبه، أو اتقاء لأن يعلن عنه أنه غير محب لوطنه، وبالجملة نعني ذلك الذي يتخذ رأيه قميصًا وقتيًا يلبسه كلما كان متفقًا مع "المودة" ويخلفه متى جاءت "مودة جديدة" يكره معًا لبس ذلك القميص القديم ... ثم قال:

"لست أنتزع من الخيال صورة هذا الذي أصفه كما يصنع الشعراء، ولكني ناقل من الطبيعة صورة قد شاعت في الناس شيوعًا، لا أظن


١ راجع: أحمد لطفي السيد، العدد ٣٩ من سلسلة أعلام العرب.

<<  <   >  >>