للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أفرغ الحياة من مبررها، فأصبح لسان الحال عند الناس يصيح قائلًا: إن الحياة عبث في عبث، وإلا فأين هو الهدف الذي يبرر وجودها, وهو قول لا يمكن أن ينبثق من إنسان يؤمن بوجود الذات الإلهية".

"وهكذا نرى مما سبق رؤية جلية واضحة أولًا: بأن وجود الله والاعتقاد فيه، أمر مقرر ثابت لا عن طريق الديانات وحدها، بل عن طريق الفلسفة متمثلة في رجالها ومذاهبها، وإذا قلنا الفلسفة فقد قلنا العقل. وثانيًا: رأينا أن الاعتقاد في الله ووجوده ليس مجرد اعتقاد يخلو من التأثير على توجيه السلوك البشري في الحياة العملية، بل هو اعتقاد كما أسلفنا يعطي هدفًا للحياة من جهة، ويعطي خطة للسلوك البشري من جهة أخرى. ولو تحقق هذان الجانبان، أعني الهدف والسلوك الأمثل، لعالجنا ما يعاني منه عصرنا، وخصوصًا الشباب من هذا العصر، من قلق وشعور بالاغتراب، وشعور بالعبث إلى آخر تلك السمات التي يتميز بها إنسان عصرنا١".

لا يختلف اثنان أن زكي نجيب محمود من كتاب المقال البارزين، ويمثل لونا جديدًا من ألوان كتابة المقال عامة والفلسفي بصورة خاصة في أدبنا المعاصر.


١ راجع: مجلة الهلال ص١٨-٢١ عدد إبريل ١٩٧٩.

<<  <   >  >>