تؤدي إلى موازنة الميزانية موازنة حقيقية لا حسابية، بحيث لا تمهل المشاريع الحيوية وتكون جباية المال وإنفاقه في حدود العدالة الاجتماعية, ثم تشرفت بعرض ما تم في مسألة القطن والحبوب ومبلغ ما وفقت إليه حكومة جلالته في هذا الصدد, بالتعاون مع الدولة الحليفة.
"وأطلعت جلالته على نموذج من أوراق النقد الجديدة التي لوحظت في طبعها وإعدادها تعذر تزييفها، فنالت رضائه السامي.. وقصارى القول فقد تناول حديثي في حضرة جلالته حالة البلاد المالية من مختلف وجوهها -وهي حالة بفضل الله مرضية- ولقيت من جلالته لا مجرد عطف فحسب أو تشجيع فحسب -مما ألهج لساني بالشكر والحمد- بل لقيت ما هو أعظم من ذلك وأهم، فقد لقيت اطلاعًا واسعًا وإرشادًا، نافعًا ونظرة دقيقة وعميقة إلى جوهر المسائل المعروضة رغم تباينها وبعد نواحيها، فلم ألبث طويلًا حتى أدركت أن ملكنا الشاب، قد ملك زمام الأمور، بفضل ما أدى من رجولة مبكرة، وخبرة منوعة نادرة قلما أتيحت لملك من الملوك".
"ولذلك لم يلبث طويلًا حتى انتقلت دفته إلى يديه الكريمتين، فكان ينتقل من موضوع إلى آخر ومن نصح إلى عطف ووداعة وصراحة أخاذة ونفاذة معًا. وغاية القول أنه قد أتيح لي في هذه المقابلة الملكية السامية أن أعرف الرجل الملك، فكان الرجل في رجولته لا يقل جلالة عن الملك في مملكته، وقد تفضل جلالته فأكد لي في بساطة وديمقراطية أنه ملك الجميع، لا يفرق بين طوائف أو أحزاب أو طبقات في شعبه الوافي، وقد خرجت من لدنه وهذا اعتقادي بل يقيني١".
وقاوم التابعي طغيان "فاروق" وهو ملك وحاكم بأمره في مقال عنوانه "يحيا الظلم" جاء فيه: "نعم "يحيا الظلم" ... ظلم كل جبار عاتية مغتر بسلطانه وسطوته، يدوس القوانين ولا يبالي، وظلم كل كبير
١ راجع: من أسرار الساسة والسياسة ص٢٦١-٢٦٤ كتاب الهلال رقم ٢٢٨ فبراير ١٩٧٠.