للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتشرف فيه معالي وزير المالية مكرم عبيد باشا بمقابلة جلال الملك فاروق, قال النحاس باشا لجلسائه: "أنا عارف إنهم عايزين يفرقوا بيني وبين مكرم، ثم عاد وقالها لمكرم نفسه قال: "يا مكرم خذ بالك.. عاوزين يفرقوا بيننا".

"ومشت الحوادث سريعة تلتهب، خرج مكرم باشا من مقابلة فاروق مغتبطًا مسرورًا، واتصل به زميل له يعمل في "الأهرام" وسأله عن المقابلة وما دار فيها وأثرها في نفس "معاليه" وكان اتصاله بناء على إيحاء من حسنين باشا، وكان مكرم كما قلت مغتبطًا مسرورًا، ومن هنا أفاض في وصف العطف السامي الكريم الذي لقيه إلى آخره ... وقال مكرم باشا: إنه سيملي الجريدة تصريحًا مكتوبًا، وكان هذا هو الفصل الثاني في المؤامرة أو الشباك التي نصبها أحمد حسنين لمصطفى النحاس، ومكرم عبيد، ولم تكن العادة قد جرت بأن يخرج الوزير -أي وزير من مقابلة الملك أي ملك في أي بلد- ويصف المقابلة مقال ينشر في الصحف. ولكن هذا هو ما حدث، فقد طالعت جريدة "الأهرام" في عددها الصادر بتاريخ يوم الجمعة ١٣ مارس ١٩٤٢ وفيها الكلمة أو المقال التالي:

وزير المالية ... في الحضرة الملكية:

"تشرف معالي الأستاذ مكرم عبيد وزير المالية بمقابلة صاحب الجلالة الملك بعد ظهر أمس، فعرض على المسامع الملكية بعض الشئون المالية والاقتصادية، فلقى من لدن جلالته كل عطف ورعاية، وقد أفضى معاليه إلى مندوب الأهرام بالتصريح التالي:

"تشرفت مساء أمس بمقابلة جلالة الملك المحبوب، وعرضت على مسامعه الكريمة أهم شئون التموين والسياسة التي ندرسها الآن تمهيدًا لإقرارها وتطبيقها على محصول القمح الجديد، كا عرضت على جلالته بعض التعديلات في الميزانية التي أعتزم عرضها على الوزراء، وفي مقدمتها المشروع الذي يرمي إلى تخفيف الأعباء المالية عن صغار الفلاحين والمزارعين ورفع مستوى معيشتهم وغير ذلك من المشاريع التي تؤدي أو أرجو أن

<<  <   >  >>