للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسلوب السباعي:

قال الدكتور طه حسين عنه في مقدمة روايته "الفيلسوف": "ما أعرف أحدًا صور حياة القاهريين من أوساط الناس بين الحربين في لغة عربية كأفصح ما تكون اللغة العربية، عامية أحيانًا كأشد ما تكون العامية إيغالًا في الشعبية، في غير تكلف ولا جهد كما صورها أديبنا الكبير, وما أعرف أحدًا سخر من وزارة المعارف وأساتذتها وطلابها ودكاترتها الذين يعودون من أوروبا دون أن يتعملوا شيئًا إلا الرقص والعبث والتملق والتهويش، وأخذ المرتبات الضخمة آخر الشهر على هذا كله, ما أعرف أحدا سخر من وزارة المعارف والمثقفين في تلك الأيام في هذه اللغة الرائعة المضطربة مع ذلك بين الفصحى والعامية، كما سخر أديبنا الكبير"١.

ومع ذلك فأهم ما يميز أسلوب محمد السباعي ما يلي:

١- يتسم بالمرح مما يحبب المثقف العادي فيه، ويجذب المتخصص إليه.

٢- متأصل في فكره، ناصع في بيانه، جزل في كلماته، رقيع في تراكيبه.

٣- لا يخرج عن الأسلوب الساخر المعروف مع قوة ونصاعة، واستساغة وبيان.

٤- بعيد عن التكلف، ويعرب عن محصول وفير، ومع قدرة واقتدار، وجمال وجلال.

٥- الاهتمام بالموضوعات الحيوية المرتبطة باهتمامات المواطن اليومية.

٦- الصدق وعدم المبالغة، وتجنب الالتواء أو اللف أو الدوران.

٧- يتجسد بشكل واضح في القضايا الاجتماعية التي تتطلب اتخاذ الموقف الحاسم.

وهذا جزء من مقالة جاء فيه: "أيها البراع.. إني أتعلق بك كما يتعلق الغريق في كسر من حطام السفين، أنت ملجاي في ذلك العباب


١ راجع: قصة "الفيلسوف" جـ٧ طبعة ١٩٥٧.

<<  <   >  >>