للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخرى عليه، وخرج باسم "في الأدب الجاهلي" فقد ظلت الثورة قائمة عليه نحو ما عرف عن أحمد الغمراوي في كتاب "النقد التحليلي في الأدب الجاهلي" ومصطفى صادق الرافعي في كتابه "تحت راية القرآن".

ناقش هؤلاء الكتاب طه حسين في تطبيقه لمنهج "ديكارت" على الشعر الجاهلي، وهل يجعل الشك وسيلة للشك نفسه، أم هو وسيلة لليقين، وراجعوه في بعض الفروض والنتائج والأدلة والبراهين؛ لأن طه حسين عدد دوافع الشك في الشعر الجاهلي فيما يلي:

١- عدم تمثيله الحياة الدينية والعقلية والسياسية والاقتصادية.

٢- عدم تمثيله ما أشيع في الجنوب من اللغة الحمرية.

٣- لا يحتوي على ما يجري في لغة العدنانيين الشماليين من لهجات متفاوتة.

٤- رد أسباب الانتحال إلى السياسة والدين والقصص والشعوبية واختلاف الرواة الوضاعين.

وحملت صحيفة "السياسة" اليومية والأسبوعية أمانة الفكر، ودافعت عن الكتاب ومؤلفه، وردت على مزاعم مهاجميه في الصحف الأخرى. ويؤيد محمد حسين هيكل طه حسين في حرية رأيه بعد تقديمه إلى النيابة للتحقيق، فيقول: "ما يميز البحث العلمي عن سائر البحوث إمكان تحقيقه، كما يكون التحقيق في العلوم الطبيعية بالتجربة أو الملاحظة فهو في العلوم النظرية وفي التاريخ بالرجوع إلى المصادر ودقة تفسيرها ومقارنتها بغيرها، وقد يستغنى عن هذا التثبت في بعض الآحايين بما يقتضيه البحث العلمي من الإشارة في هامش الكتاب١".

ويأخذ على المؤلف إهماله التثبت والإشارة في الهوامش فيقول هيكل: "والبحث العلمي يقضي إمكان تحقيقه علميا بتحقيق مراجعه والمقارنة بينها، ولهذا نرى العلماء لا يكتفون أكثر الأحيان بالإشارة في هوامش كتبهم


١ راجع: السياسة الأسبوعية الصادرة في ٢٥ يونيو ١٩٢٧.

<<  <   >  >>