للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وظلت "الأخبار" تواصل رسالتها وتواكب الأحداث حتى تعرضت لأزمة مالية توقفت على أثرها في فبراير ١٩٢٦ ثم عادت إلى الظهور في ١٢ من مارس ١٩٢٦، واحتلت مكانتها بين الصحف المصرية، تولى أمين الرافعي كتابة مقال فيها كل يوم، وأحيانًا أكثر من مقال في اليوم، وبجانب هذا كانت له دراسات وافية عن المفاوضات وسياسة الإنجليز في مصر، وخص الدستور بمقالات تعد من أروع ما كتب عن حق الشعب في حكم نفسه. وحملت "الأخبار" دعوته ١٩٢٥ للساسة وأعضاء البرلمان أن يعقد اجتماعاته دون الالتفات إلى رأي الحكومة المخالف للدستور، فاستجابوا له، وفرضت مقالاته على القصر والحكومة إعادة الحياة النيابية في مصر.

استكتبت "الأخبار" الشخصيات البارزة من أمثال حسين رشدي، وعبد الخالق ثروت، وعبد الرحمن الرافعي وغيرهم، وجاءت مقالاتهم في مفاوضات "ملز" والمشروع الذي قدمته اللجنة مرجعًا سياسيا في ذلك المشروع الذي كان له أثره في تطور الأحداث في مصر.

وظلت "الأخبار" محتجبة عن الجماهير بعد رحيل أمين الرافعي ١٩٢٧ حتى تنازل شقيقه المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعي عن ممتلكاتها للمرحوم علي أمين ١٩١٤- ١٩٧٧ وشقيقه مصطفى أمين الذي لا زال يواصل عطاءه الصحفي حتى اليوم, ومن ثم عادت إلى الظهور باسم "أخبار اليوم" ١٩٤٤ الأسبوعية و"الأخبار" اليومية ١٩٥٢.

ولقد أحدثت سلسلة مقالات مصطفى أمين في "أخبار اليوم" دويا هائلًا، وسببت له أزمات عديدة مثل: سلسلة مقالات قصة فاروق التي وافق الزعيم الراحل جمال عبد الناصر على نشرها، ثم عاد وأمر بوقف نشرها، وسلسلة مقالات "قصة التسعة" التي تحكي تفاصيل ثورة يوليو ١٩٥٢ وأسرارها وأسماء التسعة الذين يؤلفون مجلس الثورة، ثم توقفت بناء على أوامر عبد الناصر الذي ألح -بواسطة جمال سالم- ألا يعرف إنسان أن عبد الناصر مصدر هذه المعلومات؛ لأن المقالات أحدثت فتنة بين أفراد القوات المسلحة إذ ذاك وهذه نماذج من المقالات التي حفلت الأخبار.

<<  <   >  >>