للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"كل هذا الدم العربي الذي خضب أرض لبنان، من قوات حافظ الأسد استحق جائزة سلام يهديها إليه خالد محيي الدين باسم مجلس السلام الشيوعي! ولأنه سلام شيوعي فلا بد أن يتميز عن السلام الذي يؤمن به كل البشر، ويسعى إليه الإنسان في كل مكان, إنه سلام من يعارضون السلام.. إنه سلام من يحصدون الأرواح في أفغانستان, وهذا السلام في أفغانستان قد حظي بتأييد رجل السلام حافظ الأسد, وأما السلام الذي ينادي بأن حرب أكتوبر هي آخر الحروب, فهو سلام يرفضه خالد محيي الدين "والرفيق المناضل" حافظ الأسد -وهذا تعبير خالد عنه- وهو يقول عنه أمام الأسد: إنه ليس سلامًا ولكنه مؤامرة! لقد ضحكت وأنا أقرأ هذه المسرحية, ولكنني لا أنكر أنني تساءلت, إذا كان هذا -في عرف المعارضة "الوطنية الشريفة"- هو المستباح فهل أستطيع في تعليقي إلا أن أخرج باللفظ عن حدود المباح!! أحمد الله أنني استطعت١".

ثانيًا: وكتب الدكتور حسن شلبي عن "إعجاز القرآن من الروماني إلى الشعراوي" فقال: "يأتي رمضان يدق الأبواب، وينزل على الأحباب، ويتخير من المنازل أسخاها كرمًا، ومن القلوب أصفاها ودا، ومن النفوس أعلاها هوى ورضا، ويهتم فيه الجميع بالقرآن؛ لأنه شهر القرآن أنزله الله فيه بينات من الهدى والفرقان, وأرجع بخاطري إلى العلماء الأفذاذ الذين اهتموا بإعجاز القرآن في عصور ماضيه وفي عصرنا الحديث أيضًا, أما العصور الماضية فيلفتني من بينهم علي بن عيسى الروماني المتوفى ٣٨٦هـ ألف: "النكت في إعجاز القرآن" نجده يرجع وجوه إعجاز القرآن إلى سبعة مواضع: ترك المعارضة مع توافر الدواعي وشدة الحاجة، والتحدي للكافة، والصرفة، والبلاغة، والأخبار الصادقة عن الأمور المستقبلة، ونقض العادة، وقياس القرآن بكل معجزة، فكلام الله كلام يتلى فيستقر في القلب، وهو معجز ومغمم للخاصة والعامة أيضًا.

وأبو سليمان حمدين محمد الخطابي المتوفى ٣٨٨هـ في رسالته عنه: "إعجاز


١ راجع: الأخبار الصادر في يوم الخميس ٢/ ٧/ ١٩٨١.

<<  <   >  >>