جيل من الأجيال بمعنى أن أسرار الوجود وضعت في القرآن، لذلك يعطينا جديدًا في كل عصر حسب قدرة كل جيل في تناوله وفهم أسراره، ولتأثيره القوي في الناس على اختلافهم، وتباين بيئاتهم، وتعدد ثقافاتهم، وتنوع اتجاهاتهم، ويعني هذا تقديمه لكل عقل ما يرضيه، ولبلاغته التي مثل لها بدقة التعبير المعجز في كثير من آيات القرآن ولتحديه العرب يلقنه عندما نزل وتحدى البشر جميعًا، والعالم أجمع بالمغيبات مثل إننا لن نخلق ذبابة، لن نخلق نهرًا مع أن مكونات الماء بين أيديكم، والإخبار عن المغيبات مثل تمزيقه حواجز الغيب: المكان والزمان ماضيًا أو مستقبلًا، فأخبرنا من ذلكم بما لم نكن نعرفه، ولاستوائه وعدم تناقضه في ذاته، وعدم تصادمه مع الحقائق الكونية والعلمية، فالتقدم العلمي -مثلًا- غير كثيرًا من مفاهيم الكون، لكنه لم يستطع تغيير مفاهيم معنى الآيات الكريمة, إأن الإعجاز في القرآن إعجاز دائم، وأسراره لا تتناهى، إنه معجزة يوم أنزل، وفي هذا العصر، وفي العصور القادمة إلى أن تقوم الساعة ستظل أرواحنا خاشعة أمام جلال القرآن وبهائه وقدرته وهيمنته وسلطانه١".
ثالثًا: كتب الأستاذ محمد فهمي عبد اللطيف مقالًا تناول فيه الحديث عن كتاب "محاكمة عرابي" للصحفي إسماعيل يونس، وحلقات "فواكه الشعراء التي قدمتها للتليفزيون الأستاذة أمينة الصاوي فقال عن الكتاب: "لذيذة هي قراءة التاريخ الحق، وألذ ما يكون هذا التاريخ إذا كان إنصافًا لبطل مظلوم، أو إثباتًا لحق مهضوم، أو تصحيحًا لحكم طاش به الهوى، وصدر عن غرض لئيم, لهذا سعدت كثيرًا بقراءة كتاب "محاكمة عرابي" الذي كتبه زميلنا الأستاذ إسماعيل يونس إنصافًا للزعيم الوطني الثائر أحمد عرابي، وعاش من أجله خمسة عشر عامًا يفتش في دهاليز الوثائق، ويحقق الوقائع، ويمحص الروايات، وكان لا بد أن يكتب شيئًا، فكتب هذا الكتاب إنصافًا لذلك الذي خلق الثورة في وجدان هذا الشعب".
"لقد قام الزعيم أحمد عرابي بثورته الوطنية على أساسين: أولهما