للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها من الكتاب اللامعين والعلماء النابهين من أمثال حافظ محمود، ومحسن محمد، وإبراهيم الورداني، وعبد المنعم الصاوي، وعبد الرحمن فهمي، ومختار الوكيل، وعواطف عبد الجليل وغيرهم من قادة الفكر والثقافة، وسنضع أمام ناظريك بعض المقالات التي حفلت صحيفة "الجمهورية" بها في أوقات مختلفة:

أولًا: كتب شيخ الصحفيين حافظ محمود مقالًا عنوانه: "ما وراء ١٨ يونيو" فقال: "ينبغي أن تذكر اليوم -١٨ يونيو- كما تذكر سلسلة الأيام التاريخية التي غيرت مجرى الحياة في مصر, وهذه الأيام في تاريخنا الحديث هي: يوم قيام الثورة في ٢٣ يوليو ١٩٥٢ يوم إعلان الإصلاح الزراعي في ٩ سبتمبر ١٩٥٢ يوم إعلان النظام الجمهوري وسقوط النظام الملكي في ١٨ يونيو ١٩٥٣. ومن هذه الأيام يبرز يوم الثامن عشر من شهر يونيو، وهو يحمل قيمتين ضخمتين من قيم التاريخ المعاصر. فيوم أعلنا النظام الجمهوري في الثامن عشر من يوليو ١٩٥٣ كان هذا الإعلان تحولًا عن أسلوب الحكم الذي ساير الحياة السياسية في مصر آلاف السنين, ويوم أتممنا جلاء القوات المحتلة عن مصر في الثامن عشر من يوليو ١٩٥٦ كان نقطة تحول ليس في تاريخنا فحسب، بل في تاريخ العالم كله؛ لأن جلاء هذه القوات كان البداية الحقيقية لتصفية الاستعمار القديم، ذلك الاستعمار الذي لم يستطع أن يسترد مكانته القديمة بعد هذا التاريخ؛ لأن ما تم يومئذ كان من معقباته أن عقلية الدولة الغربية الكبرى قد تغيرت، ولم تعد ترى أن هناك جدوى من تحقيق مصالحها بأسلوب الاستعمار".

"جدير بنا في هذا اليوم أن نتدبر عبر التاريخ، كيف تم التحول الكبير في تاريخنا, ففي بداية القرن التاسع عشر اجتمع أولو الرأي من المصريين ليولوا عليهم حاكمًا غير مصري, وفي ثورة الشعب المصري في بداية ثمانينات القرن التاسع عشر كانت كل الظروف مهيأة لتغيير نظام الحكم، لكن الزعماء الوطنيين أنفسهم تهيبوا عند هذا التغيير، وفي ثورة ١٩١٩ كان الشعب ينادي أحيانًا بالثورة على العرش، لكن الزعماء الوطنيين أنفسهم تهيبوا من اتخاذ هذه الخطوة, وهكذا نستطيع أن نقول أن إسقاط الحكم الملكي وإعلان الحكم الجمهوري في الثامن عشر من يونيو ١٩٥٣ كان تغييرًا

<<  <   >  >>