للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منهم، وتحرك الشارع الإسرائيل الغاضب ضد حكومته ليس جديدًا. ولقد ارتفعت أصوات الاستنكار بالآلاف وعشرات الآلاف -ضد سياسة بيجن- منذ أن تحركت مصر تجاه السلام الشامل, ولا ينس أحد مواقف "حركة السلام الآن" ولا أصوات المعارضة القوية داخل إسرائيل -في الشارع وفي المؤسسات وفي البرلمان- لاستمرار الاحتلال للأرض العربية وبناء المستوطنات".

"لقد ضاق الآلاف في إسرائيل من مواقف حكومتهم المترددة التي تعرقل عملية السلام. وهؤلاء الإسرائيليون الذين تطاردهم قوى الأمن، وتعتقل الكثيرين منهم يعكسون النبض الجديد الذي يسري داخل إسرائيل وخارجها تجاه أول فرصة حقيقية تلوح بعد سنوات الحرب والقطيعة والدمار".

"وإذا كان بيجين وجماعته يحاولون أن يصموا أذانهم ويغمضوا عيونهم عن الحق العربي, أفلا يسمعون الأصوات القادمة من عندهم، المتصاعدة من مدنهم وقراهم, الأصوات التي ترى -كما يرى العالم- أن فرصة السلام قد لاحت, ولا يجب أن تعفيها نكسة, وفي نفس الوقت الذي كان الشارع الإسرائيلي يموج فيه بالغضب, ورجال الأمن يطاردون مواطنيهم لإسكات أصواتهم المعارضة, كان الوفد المصري المفاوض في "هرتزيليا" يصطدم بالمواقف السياسية المتعنة, كان يطلب موقفًا إسرائيليا واضحًا محددًا بالنسبة لموضوع الأمن وتحديد سلطة الحكم الذاتي, ولم يجد الرد المقنع؛ لأن "الجماعة" ما زالوا يناورون ويفكرون بأسلوب المذعور، ويكررون مطالبهم المرفوضة تمامًا بأن "يبقى الأمن الداخلي للفلسطينيين في قبضة السلطات الإسرائيلية، وأن يكون دور قوة البوليس المحامي الفلسطيني محددًا للغاية".

"وعاد الوفد المصري إلى القاهرة دون أن يعتقد اجتماعًا رسميا واحدًا طول أسبوع كامل أمضاه هناك، ورحل الوفد الأمريكي المشارك في مفاوضات السلام, ولكن بقيت الأصوات المعارضة داخل إسرائيل تقوى

<<  <   >  >>