للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعقول أن تتساوى عقوبة من يسرق تراث أمة وكنوزها الوطنية على عقوبة "حرامي الحلة"١.

ط- جولة الفكر:

يتولى تحريرها الكاتب الشهير نعمان عاشور في أخبار اليوم, يتناول قضية أدبية أو شخصية تاريخية، أو يشير إلى ندوة أدبية أو علمية وأثرها في مجال الفكر والثقافة والأدب، وقد تحدث عن "صراع الأجيال الأدبية" فقال: "كتبت من أسابيع أرفض ما يقال عن صراع الأجيال الأدبية ومعركة القديم والجديد, إن الأدب والفن نتاج فردي ذاتي يقوم على التمايز والتكامل والتفرد، وبالتالي فهو رغم وجود مجموعات متقاربة في السن من الأجيال الأدبية والفنية التي قد تظهر مع بعضها في جيل واحد، ويطغى على وجودهم اتجاه واحد, رغم ذلك فلا وجود حقيقي لما يسمى الصراع بينهم وبين الجيل الآخر الذي قد يتلوهم؛ لأن طبيعة وخاصية الإنتاج الأدبي والفن تختلف عن طبيعة أي إنتاج بشري آخر يخضع لما استطعنا أن نسميه بالتطور أو ما يعني الإضافة والاستكمال كما هو الشأن في منجزات العلم التي يعتبر تأليفها إضافة أو استكمالًا لما سبقه".

"وهذا الكلام لم يعجب أكثر من قارئ، فانهالت الردود المتحدية وكلها من شبان يتوجون خطاباتهم بإمضاء الجيل الجديد, وتتلخص ردودهم جميعًا في دفع واحد أساسه أنهم كجيل جديد يتعرضون لصراع أو بالأحرى مقاومة متصلة من جانب الجيل القديم الذي يحاول سيطرته على الحياة الأدبية والفنية، ويحول بينهم وبين الظهور, والقضية على حقيقتها ليست قضية نشر وظهور الإنتاج لجيل بأسرة، وإنما تنحصر المشكلة فيما ينتجه بعض الأدباء والفنانين الجدد، ولا يجد له صداه المرجو في الحياة الأدبية التي تنطبق على كلا الجيلين معًا: القديم والجديد".

"ولعل أهمها وأبرزها هبوط المستوى الثقافي أمام الحياة الأدبية والفنية التي لم تعد تروج فيها إلا الأعمال التي تستند إلى وجود رأي عام


١ راجع: أخبار اليوم الصادرة في ٢٦/ ٤/ ١٩٨٠.

<<  <   >  >>