للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اشتمل عليها ذلك البرنامج الفريد الذي سيطر على ألبابهم وعقولهم عندما وقفوا على معنى الكلام الشاعري الوطني الذي بدأ مثوها بتلك الوحدة العظيمة العتيدة التي قامت في مصر منذ آلاف السنين على يد "مينا" العظيم موحد شطري الوطن في الوجهين البحري والقبلي أو مصر السفلى ومصر العليا, وخرجت من الساحة المقدسة عند قدمي أبي الهول والأهرامات الخالدة على الدهر، وأصغيت لثناء الألمان على هذه المثالية، وقلت لنفسي: من يستطيع تحطيم الوحدة الوطنية الصلبة الخالدة, وجاء الرد تحمله أصداء برنامج "الصوت والضوء" مؤكدًا: لا أحد يقوى على تحطيم هذه الوحدة المقدسة، ثم تذكرت ما كنا نصنعه ونحن صغار في بلدتنا الريفية باركها الله وحياها، من التوجه إلى الكنيسة كل يوم لكي نقوم بدق جرسها داعين إخواننا المسيحين الصغار للصلاة١".

ي- من القلب:

يحرر خواطر هذا العمود محسن محمد رئيس مجلس إدارة صحيفة الجمهورية ويتناول كغيره أمورًا تتعلق بالأحداث السياسية والاجتماعية والتاريخية. وقد كتب عن "ضباط الحرب العالمية الأولى" فقال:

"الأب ضابط في الحرب العالمية الأولى، والابن طفل صغير يستمع إلى حكايات أبيه عن الحرب، وكيف غيرت حياة الناس وحطمت النظام الطبقي القديم، وأعطت المرأة فرصة للقيام بعمل الرجل، وكانت بداية حركة تحرير المرأة أو مساواتها, واستقرت الذكريات في نفس الابن -حديث مختار الوكيل عن أمسية ساحرة عند سفح الأهرام مع بعض الألمان بعد وفاة الأب- ورواها بدوره لابنته التي لم تر الجد أبدًا".

"وظلت حكايات الجد تتفاعل في نفس الحفيدة "سارة هاريسون" بعد أن تزوجت وأصبحت أما لطفلين.. وأخيرًا أمسكت سارة بالقلم ونسجت من هذه الأحداث قصة حب رفضها الناشر فورًا، كما رفض أيضًا


١ الجمهورية الصادرة في ٢٥/ ٤/ ١٩٨٠.

<<  <   >  >>