للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معارضيه باللوحات الضاحكة، والفتك بالأشخاص والآراء والنزعات بواسطة الرسوم المتتابعة والصور المضحكة التي تحمل معنى التهكم اللاذع والنقد الصاخب، وبذلك جرى الكاريكاتير مجرى المقالات الصحفية، وزاد عليها في السخرية من الأفراد والجماعات.

وهذه أهم الصحف الفكاهية التي خاطبت الجماهير رسمًا وخبرًا ومقالًا منذ نهاية القرن التاسع عشر الميلادي حتى الربع الأول من القرن الحالي: أبو نضارة أول جريدة هزلية صدرت ١٨٧٧ ليعقوب صنوع ١٨٣٩- ١٩١٢ نقدت سياسة إسماعيل بالرسم الكاريكاتيري والصور الهزلية، ثم "التنكيت والتبكيت" ١٨٨١ لعبد الله النديم ١٨٤٥، ١٨٩٦ واسمها يكشف عن مضمونها وغرضها وأسلوبها، ثم "الأستاذ" ١٨٩٢ تناول النديم فيها الجانب الخلقي والاجتماعي بالنقد والسخرية والتحليل.

وفي ١٩٠٠ أصدر محمد توفيق مجلة "حمارة منيتي" سخر فيها من غطرسة الإنجليز وتصرفات مندوبيها في مصر, ثم صدرت مجلة "سركيس" ١٩٠٥-١٩٢٦ لسليم سركيس ١٨٦٨-١٩٢٦ تناولت الفكاهة السياسية بأسلوب ساخر وطريقة لاذعة وسنخصها بشيء من التفصيل فيما بعد, ثم كانت "المسامير" ١٩٠٨ لأحمد عباس، وفي نفس العام أصدر حسين علي صحيفة "الشجاعة" التي استمرت حتى ١٩١٠، ثم استبدلها بصحيفة "السيف". واهتمت الصحف الثلاث بنقد السياسة والحكم والمجتمع وبعض الشخصيات بالصور المضحكة، والقفشات الساخرة، والكلمات اللاذعة.

ثم جاءت صحيفة "أبو الهول" ١٩١٨ لمصطفى القشاشي، واهتمت بالنكتة الاجتماعية والأشعار الشعبية والنقد اللاذع, وأصدر بيرم التونسي ١٨٩٣-١٩٦١ مجلة "المسلة" ١٩١٩، ضمنها العديد من دعاباته وسخرياته وانتقاداته، وبعد عودته من منفاه أصدر مجلة "يا هوه" معتمدة على فنه الساخر، وكاريكاتير الرسام "سانتس" ولقد وفرت هذه الصحف مادة وفيرة للرسامين الذين استعانوا بها في الرسم والتصوير خلال الأحداث والمواقف.

<<  <   >  >>