للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخلال فترة ما بين الحربين العالميتين وسعت الصحف في الفكاهات السياسية اللاذعة المتقنة تحريرًا وإعدادًا على يد نفر من كبار الأدباء وأمراء الفكاهة في مصر من أمثال: سليمان فوزي وحافظ إبراهيم وعبد العزيز البشري ومحمد الههياوي وحسين شفيق المصري وإبراهيم عبد القادر المازني وفكري أباظة وغيرهم من فرسان الفكاهة وأصحاب الأقلام الساخرة والأسلوب الضاحك، وأخذ الرسامون يلجون الأماكن التي تعج بالفكاهات عن طريق التبادل أو التحاور على نحو يحرك الأحداث السياسية والاجتماعية، ويعبرون عنها في أشكال موحية، ورسوم معبرة، وصور ساخرة.

وأهم الصحف التي اهتمت بالكاريكاتير في هذ الفترة مجلة "الكشكول" التي أصدرها سليمان فوزي ١٩٢١ وهاجم فيها الوفد وسياسته بالصور الكاريكاتيرية، وضم إليها رسام الكاريكاتير العالمي "سانتس" وبعض الرسامين المصريين، ثم كانت "خيال الظل" ١٩٢٤ تولى أحمد حافظ عرض فيها نقد الحكومة والحكام بالصور الهزلية، والنكات الفكاهية، والرسوم الكاريكاتيرية. وأصدرت فاطمة اليوسف ١٨٩٨-١٩٥٨ مجلة "روز اليوسف" وعلى صفحاتها دارت الرسوم المضحكة الموحية, ثم ظهرت مجلة "الفكاهة" ١٩٢٦ عن دار الهلال, جمعت في مادتها بين الجد والفكاهة، ورأس تحريرها حسين شفيق المصري المتوفى ١٩٤٨ الذي عرف بالشعر الفكاهي المعروف بالحلمنتيشي، كما عرف بإصدار أربع صحف في طبعة واحدة تحمل أسماء "البغبغان والسيف والناس والمسامير" ثم أدمج السيف مع الناس تحت اسم "السيف والناس".

ثم كانت مجلة "المطرقة" التي ضمت نخبة من الأقلام طرقت اللون الضاحك من أمثال: محمد مصطفى حمام وعبد السلام شهاب ومحمد عثمان خليفة وأبي عبيدة عبد الفتاح شلبي مع الرائد حسين شفيق المصري، فكونوا قوة صحفية فكاهية ضارية استقطبت قرابة ثلاثين ألف قارئ. ثم جاءت مجلة "ألف صنف" ١٩٢٨ الشعبية الفكاهية لبديع خيري, وصدرت مجلة "الراديو والبعكوكة" لمحمود عزت المفتي، صدرت أول ما صدرت باسم "الراديو" ١٩٣٤، وبعد صدور أعداد منها حملت اسم "الراديو

<<  <   >  >>