للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والبعكوكة" ثم سقط الاسم الأول، وانفردت باسم "البعكوكة" واهتمت بالأدب والفن والمواد العامة، وانتقدت المجتمع المصري بالرسم والفكاهة، وتوقفت عن الصدور بعد ثورة ١٩٥٢.

لقيت هذه الصحف وغيرها رواجًا كبيرًا بين القراء فترة طويلة، عبرت خلالها عن حياة الشعب، ونقدت تقاليده البالية بالرسم الضاحك، والصور الهزلية، واتخذت الأسلوب الساخر عدة وعتادًا في التعليق على ما يرسم ويصور, وقدمت الفكاهة في شكلين:

الأول: مرسوم وأعني به الصور الهزلية التي تعرض الإطار الظاهر من الأشخاص بطريقة تعين نقائصهم، وتبرز عيوبهم، وبكلمات قليلة تحت هذه الرسوم يفطن القارئ إلى مغزى الصورة فيضحك.

الثاني: مكتوب يتمثل في النكت اللاذعة، والتعليقات الساخرة، والكتابات التي ترمز إلى أوجه النقص في السلوك، وتوضح بعض حقائق النفوس ودقائق القلوب في أسلوب يستهدف هجاء الأهواء المتقلبة والطبائع المتغيرة.

وسنضع أمام ناظريك سيرة رجل ودور مجلته في مجال الفن الكاريكاتيري المعبر بالصورة والكلمة هو:

سليم سركيس ١٨٦٨-١٩٢٦:

من رواد الصحافة الذين تحرروا من الطابع التقليدي لصحافة عصرهم، أثار قضايا اجتماعية وأدبية لها أهميتها في ماهية الثقافة المعاصرة, وكان أقدر الناس على النفاذ إلى جوهر الأشياء، فيلفت الأنظار لما خفي عن العقول، وغاب عن الأذهان، فيظهر النافع والممتع، وينبه على الأشياء المقتبسة والمبتكرة، أعانه على ذلك كثرة محفوظه وغزارة علمه، وتمكنه من التراث، وإحاطته بأجناس الكلام، وقدرته على التقويم وإصدار الأحكام.

اكتسب خبرة واسعة في مجال الصحافة السياسية والأدبية، نظرًا

<<  <   >  >>