للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لرحلاته العديدة لدول الشرق والغرب، وإجادته للغات عدة في طليعتها الإنجليزية والفرنسية، وسعة معارفه مما جذب انتباه الناس إليه، هذا بجانب علاقاته واتصالاته برجال عصره على مختلف أوضاعهم في المجتمع.

نشأ سليم في أسرة نبغ فيها أعلام في مجال الثقافة والصحافة، فأبوه "شاهين" مؤلف وشاعر، وضع مع شقيقه "خليل" ١٨٤٢-١٩١٥ تحفة الأخوين إلى طلبة اللغتين "الإنجليزية والعربية" وعمه "خليل" هذا صاحب مجلتي "لسان الحال والمشكاة" وكتاب "تاريخ القدس الشريف" وكتاب "معجم اللسان". أما عمه "إبراهيم" فقد كان محررًا في "كوكب الصبح المنير والنشرة الشهرية" وغيرهما، ومن مؤلفاته "الدر النظيم في التاريخ القديم" و"الدرة اليتيمة في الأمثال القديمة" و"الأجوبة الوفية في العلوم الصرفية" وغير ذلك من المؤلفات.

في هذه الأسرة نشأ سليم مما حبب إليه العمل بالصحافة منذ صغره، فقد أصدر جريدة مدرسية تسمى "الأرز" وهو في السادسة عشر من عمره، وشجعه عمه خليل على إتقان الترجمة والكتابة، فأخذ يكتب في "لسان الحال" متفننًا في أساليبه. رحل إلى فرنسا ١٨٩٢، وفيها أصدر جريدة "كشف النقاب" بالاشتراك مع صديقه الأمير أمين رسلان، ولم يلبث أن تركها إلى إنجلترا في ١٨٩٣ وبقي عامين فيها أصدر فيهما جريدة "رجع الصدى" وعنى بعنوانها صراخ الشرقيين في بلادهم. ثم قدم مصر في ١٨٩٤ وأخذ يتعرف على رجال الصحافة السوريين، وأخذ يكتب مقالاته في "لسان العرب" عن الصحافة السورية. وفي الأسكندرية أنشأ مجلة "المشير" ١٨٩٤، ثم انتقل بها إلى القاهرة، واستمرت ثماني سنوات، حرر فيها العديد من المقالات حمل فيها على الدولة العثمانية، واستخدم خلال كتاباته الصور الهزلية في تصوير الحوادث المحلية والعمومية.

وفي ١٨٩٦ أصدر مجلة "مرآة الحسناء" ووقع مقالاتها باسم "مارشال" وجعل امتيازها لسيدة تدعى "مريم مزهر" وهو اسم وهمي حتى لا تمنع السلطات العثمانية دخول صحفه ممالك الخلافة، لما تتضمنه من طعن في الباب العالي، كما استهدف من وراء ذلك تشجيع المرأة الشرقية

<<  <   >  >>