على الكتابة في المجالات؛ لأن حياء الشرقيات حال دون ظهورهن على صفحات الجرائد.
وفي ١٨٩٩ غادر مصر إلى الولايات المتحدة، تنقل فيها بين بوسطن ونيويورك وغيرها. وفي بوسطن حرر مقالات لجريدة "البستان" وأعاد إصدار المشير, وفي نيويورك أنشأ مجلة "الراوي" فكانت مسرحًا لرجال الأدب في المهجر من أمثال ميخائيل نعيمة، وأمين خير الله، وأسعد رستم، وإيليا أبي ماضي، وجبران خليل جبران الذي نشر العديد من قصص "الأرواح المتمردة" ومقالات كتابه "العواصف" ولما عفت السلطات عنه عاد لمصر وعمل بجريدة "المؤيد" ١٩٠٤ وظل يعمل فيها حتى نوفمبر ١٩٠٨. واستمدت خلال كتاباته فيها "المقالات الصغيرة" وتقطيع المقالات والعبارات، كما أدخل طريقة العناوين الواضحة وهي أمور تجعل الصحيفة أغزر مادة وأكثر حيوية، وأحسن إخراجا وتنسيقًا وكان له باب ثابت في "المؤيد" عنوانه "الشيء بالشيء يذكر" تناول فيه موضوعات طريفة، وأحداث حقيقية وقعت له، فاستحسنها القراء.
ونختم القول فيه بما قيل عنه، فقد قال العارفون به أنه:"حلو الصداقة، لطيف المجالسة، فكه اللسان، حر الضمير" وقال عنه إسكندر شاهين: "يرضي الناس في كل جمعية ولا يغضب أحد من الحاضرين.. وفيه ميزة جميلة هي أنه لا يبخس الناس أشياءهم فلطالما سمعته يمدح أفرادًا ويذكر لهم الحسنات على حين أنه لم يكن على وداد معهم، وهو أيضًا واسع الصدر ولحديثه طلاوة وحلاوة مثل صديقه مطران١".
تلك هي سيرة سليم سركيس في خطوط عريضة، تكشف عن حياته الحافلة بالنشاط الدائب، والحركة الدائمة، والكفاح المستمر، مما وصفه معاصروه بأنه ذا عقل راجح، وصاحب أفانين في كل ما كتب وسجل وأذاع.
١ راجع: مجلة الثقافة ص٤٥ العدد ٨٧ الصادر في ديسمبر ١٩٨٠.