للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسلوب سليم سركيس:

سجل سليم سركيس ملاحظاته، ودون خواطره في أسلوب فكاهي موجز يعد من أروع الأساليب في سرد الأخبار، وتصوير المواقف، وينشرها في سلسلة من الأحاديث بعناوين مختلفة يدل كل عنوان منها على مضمونه مثل: "يغيظني" و"مطبخ العقول" و"حديث العصفورة" و"الشيء بالشيء يذكر" و"جعبة المحرر" و"حديث القهوات" الذي تناول المناقشات التي دارت بين الأدباء في الصالونات المنزلية، والأبنية الأدبية أو في القهوات، وتضمن مادة أدبية غزيرة مؤثرة, ورغم هذا فلأسلوب سركيس مميزات أخرى، نجملها فيما يلي:

١- يعتمد على أسهل الألفاظ وأكثرها استعمالًا، بحيث لا تحتاج معانيها إلى عناء.

٢- شيوع روح الفكاهة والإيجاز مع الإفادة.

٣- الجمع بين الحس الصحفي والذوق الأدبي، مما جعل له طابع خاص وأدب مميز.

٤- يستميل القراء على اختلاف أذواقهم وثقافاتهم ومعارفهم ونزعاتهم مما أكسبه حب الجميع.

٥- يعدل عن استخدام الكلمات الضخمة الفخمة حينًا، ويؤثر حينًا آخر لفظًا غير فصيح -مع علمه به- فيقول "ثار الغبار" بدلًا من "ثار العثير" ويقول عن حسناء إنها "استحلانة" بدلًا من قوله إنها "طويلة الشعر" ويقول عن تلميذ إنه "فاز" بدلًا من أن يقول "أحرز قصب السبق" لأن الأولى تؤدي المعنى مع الاقتصاد في اللفظ١".

ولقد جرى حوار بين إبراهيم اليازجي وسركيس ١٨٩٧ على النحو التالي:

قال اليازجي: أتعرف يا سركيس أنك بالنسبة إلي لا تزال طفلًا في اللغة العربية؟

قال سركيس: بل أنا جنين بالنسبة إلى معارفك.

قال اليازجي: إذا كان الأمر كما تقول فما بال جريدتك تدرك في نصف ساعة ما لم تدركه جريدتي في سنتين.


١ راجع: مجلة سركيس ص٦٨٦ السنة السابعة.

<<  <   >  >>