حفل هذا الطور بنفر من الكتاب، فيهم الناقد والمؤرخ والمربي والمتفلسف والخطيب والسياسي والقاص وغيرهم ممن شاركوا في تجديد الأدب ودعمه بآثار خالدة من أمثال: يعقوب صروف ١٩٢٧، وعبد العزيز جاويش ١٩٢٨، ومحمد إبراهيم المويلحي ١٩٣٠، وجبران خليل جبران ١٩٣١، ومحمد رشيد رضا ١٩٣٥، ومصطفى صادق الرافعي ١٩٣٧، وأمين الريحاني ١٩٤٠، ومي زيادة ١٩٤١، وعبد العزيز البشري ١٩٤٣، وشكيب أرسلان ١٩٤٩، وإبراهيم عبد القادر المازني ١٩٤٩، وخليل مطران ١٩٤٩، وزكي مبارك ١٩٥٢، وأحمد أمين ١٩٥٤، ومحمد حسين هيكل ١٩٥٦، وسلامة موسى ١٩٥٨، وعباس محمود العقاد ١٩٦٤، وأحمد حسن الزيات ١٩٦٨، وطه حسين ١٩٧٣.
تبارى كتاب هذا الطور على صفحات الجرائد المختلفة، حتى شهد المجتمع الأدبي صراعا بين أنصار القديم بقيادة مصطفى صادق الرافعي ودعاة التجديد بزعامة طه حسين، وأسفرت المعركة عن انتعاش الفكر العربي الحديث، وهيأت أدبا عربيا حديثا له شأنه وكيانه. وشاركت المرأة في الحياة الأدبية، فكان لندوة "مي زيادة" أثرا في حياة الأدب والأدباء، وظهرت أقلام بعدها لموهوبات من أمثال: عائشة عبد الرحمن، وسهير القلماوي، وأمينة السعيد، وفدوى طوقان، ووداد السكاكيني، وملك عبد العزيز، ونازك الملائكة.
أدت جهود هؤلاء جميعا إلى إذكاء الفكر، وبعث الروح الوطنية، وتطور النثر ورقيه، وأصبح المقال أوضح فكرة، وأشمل موضوعا، وأكثر تفرعا، ودان لما حققته الصحافة من نضج وإتقان، وحذق وكمال، وجلال وجمال.
ونسوق إليك نموذجا من كتابات هذا الطور، يصف زكي مبارك أسلوب أحمد حسن الزيات في كتابه "وحي الرسالة" فيقول:
"هو أسلوب كاتب يؤمن بأن الكتابة فن من الفنون، فهو لا يكتفي بشرح الغرض الذي يرمي إليه، وإنما يتجه عامدا متعمدا إلى تأدية المعنى تأدية جميلة توحي إلى القارئ فكرة العناية بالأسلوب الأنيق. والزيات يغرب في بعض الأحيان، ومعنى ذلك أنه يوشي كلامه بالألفاظ الغربية من حين إلى