للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أرض الشرق الأوسط- أن يكون في بعض نواحيه تحصيل حاصل ...

وهو على أحسن الفروض يؤكد أكثر مما يضعف، ويذكر أكثر مما يجدد: أن مصر كانت -وما زالت- على ارتباط وثيق بمجموعة من الالتزامات هي:

١- النضال المستمر لتحقيق حريتها السياسية والاقتصادية والفكرية.

٢- اعتبار حرية مصر مفتاحا للحرية الاجتماعية من اليقين العميق بوجوه التاريخ والمصير.

٣- نتيجة لذلك يجيء رفض مصر لقيام أي عازل جغرافي أو سياسي أو عسكري بينها وبين شعوب الأمة العربية، خصوصا في الشرق الأوسط؛ حيث الخطر جاثم وعدواني.

٤- كان الخطر الذي انتهجته السياسة المصرية في المجال الدولي تعبيرا عن ذلك كله، من حيث عدائه للاستعمار وصداقته مع كل القوى المعادية له في العالم، وانتهاج طريق عدم الانحياز.

... ولم تكن المشكلة الحقيقية للالتزام المصري أنه واجه غزوة من أعتى الغزوات الموجهة إلى الأمة العربية، وهي الغزوة الاستعمارية -الصهيونية- ولكن المشكلة الحقيقية كانت أن الالتزام المصري واجه هذه الغزوة العاتية في ظروف مرهقة؛ لأنها -داخل الأمة العربية- كانت ظروف الحيرة والتمزق على مفارق طرق التطور.

١- هل الإطار الصحيح لنضال هذه الأمة العربية هو الجامعة الإسلامية أو هو الجامعة العربية؟

٢- هل الهدف هو الاستقلال الوطني بحدوده الانعزالية أو هو القومية العربية بأبعادها الشاملة؟

٣- هل يكون العمل العربي داخل الإطار ونحو الهدف على أساس المنهج التقليدي أو أن المنهاج الحتمي هو الثورة لتعويض التخلف وتحقيق النمو؟

٤- لما كان كل تفاعل تاريخي يخلق أنبياؤه، ويخلق أدعياؤه في نفس الوقت، فإن العالم العربي خلال سنوات طويلة دفع كثيرا في معاناته

<<  <   >  >>