للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بحثا عن إجابات على الأسئلة التي واجهت طريق تطوره من هذا كله، فإن مشكلة الالتزام المصري أنه كان يقود عالما عربيا، تتضارب داخله الإرادات في صراع مع عدو أو أعداء، توحدت إرادتهم على قهرها فضلا عما يملكونه من أسباب القوة المادية المتفوقة.

إن مصر -إنصافا وليس تعصبا- لم تهرب من قدرها، وإنما واجهته بشجاعة، ووصلت إلى الحزب من أجله على أرضها، وعلى كل أرض عربية:

- من ١٩٥٢ إلى ١٩٥٦ حاربت مصر على أرضها حتى تحقق انتصار السويس العظيم.

- من ١٩٥٥ ولثلاث سنوات بعدها كانت مصر وحدها تتحمل عبء الثورة الجزائرية، حتى تنبهت الأمة العربية كلها إلى أهمية الحرب من أجل عروبة واستقلال الجزائر.

- ١٩٥٧ انتقلت القوات المصرية إلى سوريا في وجه تهديد بالغزو من حلف بغداد وقتها.

- ١٩٥٨ كانت قوات الجمهورية العربية المتحدة على أهبة الاستعداد لحماية ثورة العراق من أي تدخل أجنبي.

- ١٩٦٢ ذهبت مصر إلى اليمن، وتركت على جبالها أربعة آلاف شهيد.

- ١٩٦٤ كانت هناك قوات مصرية تقطع عرض البحر الأبيض المتوسط لمساندة الجزائر.

- ١٩٦٥ كان هناك لواء مصري مدرع في بغداد، يشارك في حماية الثورة، وعندما سحب هذا اللواء بعد ١٩٦٧ -وبسبب الحرب- كانت تلك هي الفرصة التي انتهزتها عناصر الانقلاب التي أطاحت بحكم عبد الرحمن عارف، ومهدت لعودة حزب العراق متواطئا مع بريطانيا.

<<  <   >  >>