للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- ١٩٦٦ كانت مصر تشارك عسكريا في صنع استقلال اليمن الجنوبية.

- ١٩٦٧ كانت تواجه محنتها الكبرى، بحرب شاملة مع إسرائيل، وكانت بداية الحرب بسبب تهديد موجه إلى سوريا.

في ذلك الوقت -كما قلت- قدرت مصر موقفها الوطني والقومي تقديرا وضعت فيه كل تجربتها، كان تقديرها أن الموقف يحتاج إلى الفصل، ولا يحتاج إلى الانفصال، وأنه بالفعل يمكن أن تستفيد من كل ما ضاع على الأقل.. وأما بالانفصا فإنها تضيع ما بقي. كان رأيها في الشعارات المطروحة أيام الضياع كما يلي:

- وقف إطلاق النار: نعم، ولكن كي نستطيع بعده أن نعود إلى إطلاق النار بكفاءة واقتدار.

- الاتحاد السوفيتي: لا يجب أن ننسى أنه إذا كان هناك أمل في سلاح لن يجيء إلا من الاتحاد السوفيتي وحده دون غيره.

- الحرب الشعبية: ذلك شعار مشكوك في نتائجه بالنسبة لظروفنا.. وبدلا من أن نقول بالحرب الشعبية، فليكن قولنا له: حرب الشعب في المعركة، والجيوش في الحرب هذه المرة لا يجب أن تكون تقليدا، وإنما عليه أن يبدع، ومع العلم أيضا أنه لا بد أن يكون هناك مجال -بالقطع فإن هناك مجالا- لفصائل شعبية مسلحة، تقوم بدورها في المواجهة المستمرة مع العدو".

حلل هيكل في مقاله الأسبوعي وضع مصر بين دول بلاد العروبة، والتزامها القومي بعد نكسة ١٩٦٧، ودورها في المنطقة العربية وتعد خلاله أوضاعا معينة لا يرضاها عربي غيور على وطنه وعروبته وأصالته.

وعلى الجملة، فقد أصبح المقال في هذا الطور فنا يدرس في جامعاتنا وفق أصول وقواعد، لها نظمها وتقاليدها، وبهذا دعمت الصحافة البناء الأدبي، وأعانت على الابتكار في فنون النثر، وألوان القول، وفتحت صفحاتها لكل جديد، وأصبحنا نطالع المقالات الطويلة والقصيرة في مختلف شئون الحياة على صفحات الصحف اليومية والأسبوعية والشهرية والفصلية.

<<  <   >  >>