للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثالث: تنوع المقال

تعريفات النقاد للمقال:

يجد رجل الفكر لذة فائقة ومتعة نادرة، عندما يخلد إلى نفسه، ويقضي ساعات يتأمل خلالها فيما يحيط به، لا يحسها رجل الأعمال؛ لأن هدفه الأول الكسب المادي، أما رجل الفكر فإنه يجد في التجارب التي يتأملها ترويحا للنفس، إذا اجتاز مرحلة التأمل والاستيعاب إلى مرحلة التعمير والتصوير، كانت وسيلته الأولى هي المقال.

وعلى الرغم من أن المقال -اليوم- فن من فنون التعبير، لم يتفق النقاد في الغرب أو الشرق على تعريف جامع له. يعرفه "جونسون" فيقول: "نزوة عقلية لا ينبغي أن يكون لها ضابط من نظام، أو قطعة لا تجري على نسق معلوم، ولم يتم هضمها في نفس كاتبها"، وليس الإنشاء المنظم في نظره من المقال الأدبي في شيء.

ويراه "موري" بأنه: "قطعة إنشائية ذات طول معتدل تدور حول موضوع معين أو حول جزء منه"، ثم مضى قائلا: "وكانت في الأصل تعني موضوعا يحتاج إلى مزيد تهذيب، ولكنها أصبحت الآن تطلق على أية قطعة إنشائية، يختلف أسلوبها بين الإيجاز والإسهاب ضمن مجالها الموضوعي المحدود".

ويذهب "آدمون جوس": "أنه قطعة إنشائية ذات طول معتدل، تكتب نثرا، وتلم بالماهر الخارجية للموضوع بطريقة سهلة سريعة، ولا تُعْنَى إلا بالناحية التي تمس الكاتب عن قرب".

<<  <   >  >>