للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما نقاد العرب فقد وضعوا تعريفات على قدر فهم كل للمقال. فقال محمد عوض محمد: "إنه قطعة مؤلفة، متوسطة الطول، تكون عادة منثورة في أسلوب يمتاز بالسهولة والاستطراد، وتعالج موضوعا من الموضوعات وكأنها تعالجه -على وجه الخصوص- من ناحية تأثير الكاتب به"١.

وجاء في "فنون الأدب": "إنه في صميمه قصيدة وجدانية سيقت نثرا، لتتسع لما لا يتسع له الشعر المنظوم.. وأن الأسلوب الجيد في المقال يجب أن يكون ذاتيا لا يبنى على أساس عقلي، ولا يبسط حقائق موضوعية"٢.

ويقول محمد يوسف نجم: "إنه قطعة نثرية مدودة الطول والموضوع تكتب بطريقة عفوية سريعة خالية من التكلف والرهق، وشرطه الأول أن يكون تعبيرا صادقا عن شخصية الكاتب"٣.

ويرى العقاد: "أنه يكتب على نمط المناجاة والأسمار وأحاديث الطرق بين الكاتب وقرائه، وأن يكون فيه لون من ألوان الثرثرة أو الإفضاء بالتجارب الخاصة والأذواق الشخصية"٤.

وتراه الباحثة نعمات أحمد فؤاد: "أنه كلام ليس المقصود به العمق والتركيز، وهو في مدلوله الحديث ثرثرة بليغة محببة بيد أصحابها، ولا يعرف كيف ينتهي"٥، أو "أنه لا يستوفي الحقائق كلها، وإنما يختار كاتب المقال جوانب من الموضوع الذي يطرقه للبحث والنظر، ويسلط عليه أضواء فكره، ويلونها بلون شخصيته، وهو في هذا العرض على مدى قدرته الفنية.. بل يستلزم كذلك القدرة على انتقاء المواد المناسبة، وإنماء الفكرة، وتحديد الهدف.. والمقال قبل كل شيء عمل فني يستدعي


١ راجع: محاضرات في "فن المقالة الأدبية".
٢ ترجمة الدكتور زكي نجيب محمود.
٣ راجع: فن المقالة ص٩٥.
٤ راجع: فرانسيس بيكون.
٥ راجع: أدب المازني.

<<  <   >  >>