للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويشترط في عرض مادة المقال أن تكون واضحة لا تناقض فيها، بحيث تؤدي إلى نتيجة معقولة، وإفادة كاملة.

ثانيا: الأفكار

هي الحقائق التي يستخدمها الكاتب في مقاله، ومنها يبني عمله، وبها يلجأ إلى إيقاظ العواطف وتأجج

المشاعر. ولذا يلزمه أن يكون ملما بشئون الحياة وأحوال الكون، ونزعات النفس، وخلجات الفؤاد، وطبائع الناس، وما يدور في المجتمع من عادات وتقاليد وقيم. وكلما كان الكاتب واسع التجارب، محيطا بالمعارف العامة، والقضايا الفكرية أو النظريات المعروفة يكون إنتاجه نافعا، وله قوته وتأثيره، ولا سيما إذا توفر فيه الوضوح والدقة، واقترن بوجدان عميق، وخيال مرهف، وأداء حسن، وأسلوب رفيع، ويشترط في الأفكار ترتيبها وتسلسلها، ويجب أن تكون كل فكرة نتيجة لما بعدها، ومقدمة لما بعدها، حتى تنتهي كلها إلى غاية مطلوبة وهدف معلوم.

ثالثا: الأسلوب

حين يفكر الكاتب في التعبير عن فكرة تعين له، أو رأي يشغله، أو قصد يتجه إليه، يكون أمام تيار متدفق من المعاني أو الحقائق أو الخواطر أو الوجدانيات والعواطف التي تجيش في نفسه، وتسبح جزئياتها في عقله وقلبه. ولا وسيلة له سوى الأسلوب في جمع هذه الجزئيات وتنظيمها ونقلها إلى القارئ أو السامع.

وبذلك يكون الأسلوب الغالب الذي يصور الأديب فيه أفكاره وخواطره وعاطفته، والمنهاج الذي يفصح به عما في نفسه، والطابع الذي تطبع به كتابته، ويتسم به إنتاجه. ويشترط فيه أن يكون سهلا ودقيقا في عرض المقال الموضوعي، غنيا بالصور الجذابة، والعبارات العذبة في المقال الذاتي.

الخطة التي يتألف المقال منها:

يتألف المقال من خطة تحكم عناصره، وتنسق مادته، وتربط أفكاره

<<  <   >  >>