بعضها ببعض، وتوائم بين حقائقه في أسلوب رائق، وتعبير فائق.
وتعتمد هذه الخطة على أمور ثلاثة هي:
أولا: المقدمة
تتألف من معارف ومسلمات لا ينكرها القراء أو يعترضون عليها، والغرض منها التمهيد للموضوع الذي يتناول، حتى تتهيأ النفوس لتقبله. ويجب أن تكون موجزة وفيها جدة، وتلائم موضوعها كيفا وكما، وتتصل به اتصالا مباشرا، مع ضرورة أن تصاغ بألفاظ سهلة جذابة، وعبارات فخمة، ومعان واضحة، تشوق القارئ، وتنشط فكره، فلا يلحقه سأم، أو يصيبه فتور قبل أن يأتي الموضوع.
ثانيا: العرض
يلي المقدمة، ويشتمل على عناصر الموضوع الرئيسية التي يسعى الكاتب إلى شرحها لقرائه، ولا بد فيه من وحدة الموضوع؛ لأن تعدده يشتت جهد الكاتب والقارئ معا، فتضيع فرصة التركيز عليهما، ويضعف الأمل في الاقتناع والتأثير. ويلزم في العرض ترتيب أجزاء الموضوع، بحيث يتصل كل جزء بما قبله، ويمهد لما بعده، مع توفر الدقة والوضوح، ويأتي مقتنعا ومقبولا وواقعيا مؤيدا بالبراهين، ومدعما بالحجج، وبذا يتيح فرصة الفهم، ولذة التتبع لدى السامعين التي تنتهي بتحقيق الغرض المنشود.
ثالثا: الخاتمة
هي الثمرة المرجوة والنتيجة التي وصل الكاتب إليها بناء على براهينه التي أوردها في موضوعه. وتبدو أهمية الخاتمة حين يطول الكلام في الموضوع، فتكون بمثابة تلخيص له، ولها أهمية أخرى في أنها نهاية قول الكاتب، وآخر ما يطرق آذان القراء، فتكون الفرصة الأخيرة لاجتذاب العواطف، وتعمق المعنى في الأذهان، ولا يتم ذلك إلا بتوفر الدقة والإيجاز، والاكتفاء بأهم ما تناولته، بحيث تكون قصيرة وقوية وصدى لما تقدم في الموضوع.