للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويحدثنا أحمد الشايب عن الخطة التي يتألف المقال منها فيقول: "أما خطة المقالة فهي أسلوبها المعنوي من حيث تقسيمه وترتيبه لتكون قضاياه متواصلة، بحيث تكون كل قضية نتيجة لما قبلها، مقدمة لما بعدها، حتى تنتهي إلى الغاية المقصودة. وهذه الخطة تقوم على المقدمة والعرض والختام. فالمقدمة تتألف من معارف مسلم بها لدى القراء، قصيرة متصلة بالموضوع، معينة على ما تعد النفس له، وما تثير فيها من معارف تتصل به، والعرض -أو صلب الموضوع- هو النقط الرئيسية أو الطريقة التي يؤديها الكاتب سواء انتهت إلى نتيجة واحدة، أم إلى عدة نتائج هي في الواقع متصلة معا، وخاصة لفكرة رئيسية واحدة، ويكون العرض منطقيا مقدما الأهم على المهم، مؤيدا بالبراهين، قصير القصص أو الوصف أو الاقتباس، متجها إلى الخاتمة لأنها منارة الذي يقصده. والخاتمة هي ثمرة المقالة وعندها يكون السكوت، فلا بد أن تكون نتيجة طبيعية للمقدمة والعرض، واضحة صريحة، ملخصة للعناصر الرئيسية المراد إثباتها، جازمة تدل على اقتناع ويقين، لا تحتاج إلى شيء آخر لم يرد في المقالة"١.

والمثال الحي على الخطة المحكمة والعناصر المترابطة للمقال، ما كتبته "ملك عبد العزيز" عن "قضية الشعر الجديد"، فقد لمحت الكاتبة في المقدمة إلى موقف "شيوخ الأدباء" من الجيل اللاحق بهم، ثم نجدا في العرض تحلل تعصب هؤلاء الأدباء للقديم وتجاهلهم تطورات العصر. ثم أشارت إلى متطلبات العصر التي يجب أن يحس الأدباء بها، وهذا ما أغفله الأدباء المتعصبون للقديم، وتمضي الكاتبة في توضيح الأساليب التي سلكها الشعراء المجددون مستعينة بالأدلة والبراهين، فذكرت أن هناك "النغم العاصف العتي" و"النغم العذب الرقيق" و"النغم الوادع المهموس".

وتختم الكاتبة مقالها قائلة: "وأخيرا فللشعر الجديد روائعه وسقطاته،


١ راجع: الأسلوب ص٩٤ وما بعدها، طبعة ١٩٧٦.

<<  <   >  >>