للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٦- محاكمة مؤلفي الروايات التمثيلية:

طائفة أخرى من المقالات كتبها محمد تيمور بمجلة "البسفور" تحت هذا العنوان في أسلوب قصصي يتسم بالإتقان والعمق والتركيز. تجيء في صورة حلم رآه الكاتب، وتبدأ الأحداث بالتقاء الراوي -محمد تيمور- في شارع عماد الدين بممثلين راحلين هما: محمود حبيب وأحمد أبو العدل، فأخبراه بأنهما جاءا لمحاكمة مؤلفي الروايات التمثيلية في المحكمة التي تعقد في دار الأوبرا السلطانية.

تصور مقالات الكتاب قضاة الجلسة وهم: شكسبير وموليير وكورنيل وجوته وراسين ووكيل النائب العام: أدمون روستان. أما المؤلفون المتهمون هم: فرح أنطون، ومحمد لطفي جمعة، وإبراهيم رمزي، وعباس علام، وبديع خيري، ونجيب الريحاني، وخليل مطران، وغيرهم.

وتبدأ المحاكمة بفرح أنطون، ويسأل عن اسمه وجنسيته وصناعته، فيجيب عن الأخيرة بأنه صاحب مجلة "الجامعة" من قبل. ومؤلف ومعرب مقتبس اليوم. وبعد أداء اليمين التمثيلية يوجه الرئيس التهم التالية إليه وهي:

إدخال إعلانات لمصر أقرب إلى الضحك منها إلى الحقيقة الفنية. والثانية خلط الفصيح المتكلف بالدارج المغرق في الابتذال، والثالثة تأليف الأغاني الشعرية بأسلوب نثرى يأباه الذوق السليم، والرابعة اقتباسه مسرحيات رخيصة ذات أسلوب رخيص.

ويجيب عن التهمة الأولى بأن الإعلانات من أمريكا بلد العلم، وعن الثانية ببعده عن الشعر، وعن الثالثة بعمله في فرقة منيرة المهدية ذات الطابع الغنائي، وعن الرابعة بأن الاقتباس يوافق هوى الجمهور، ويعود على صاحبه بالكسب المادي.

وينهي محمد تيمور مقالاته بأن تصدر المحكمة حكما يحرم اشتغال فرح أنطون بالاقتباس عشر سنوات حتى ينسى الجمهور هذا اللون العقيم. وتعد مقالات هذا الكتاب عرضا لآراء محمد تيمور في الفن والمسرح والأدب وكتاب المسرح العالميين.

<<  <   >  >>