للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

رُؤْيا بشرى من الله عز وَجل، ورؤيا تحذير من الشَّيْطَان، ورؤيا يحدث الْإِنْسَان بهَا نَفسه فيراها فِي النّوم

وَأما الْبشَارَة فَهِيَ رُؤْيا الله عز وَجل قَالَ النَّبِي: " خير مَا رأى أحدكُم فِي مَنَامه أَن يرى ربه أَو نبيه أَو يرى أَبَوَيْهِ مُسلمين " قَالُوا: يَا نَبِي الله، وَهل يرى أحد ربه قَالَ: السُّلْطَان

وَالسُّلْطَان الَّذِي لَا يعرف هُوَ بِمَنْزِلَة الْحق عز وَجل وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: " من أفرى الفرى أَن يَقُول الْإِنْسَان ارى فِي الْمَنَام مَا لم يبصر وَجَمِيع الْحَيَوَان الَّذِي لَيْسَ بناطق كَالْبَهَائِمِ

وَالطير إِذا نطق بِشَيْء فِي الْمَنَام فَإِن كَلَامه حق والرؤيا صَحِيحَة وينال من سَمعه شَيْئا يتعجب النَّاس مِنْهُ لِأَنَّهُ لَا يحسن الخديعة فِي القَوْل والهاتف إِذا قَالَ شافه شَيْئا فَهُوَ كَمَا قَالَ والرؤيا إِذا عبرت فِي الْمَنَام فَهِيَ كَمَا عبرت.

وَالصبيان إِذا رَأَوْا رُؤْيا فَهِيَ صَادِقَة لأَنهم لَا يحسنون الْكَذِب والضلال والموتى إِذا أخبروا بِشَيْء فَهُوَ حق لأَنهم مشغولون عَن الْبَاطِل

وَإِن قَالَ الْمَيِّت شَيْئا بَاطِلا فَهُوَ من الأضغاث وَأما الرُّؤْيَا الَّتِي تكون مُتَعَلقَة بِالْخَيرِ وَالشَّر فإنظر إِلَى الشَّاهِد فَأَيّهمَا أقوى فَخذ بِهِ واترك الآخر مِثَال ذَلِك: أَن ترى الْإِنْسَان كَأَنَّهُ يضْرب بالطنبور فِي الْمَسْجِد فيتوب إِلَى الله عز وَجل ويشتهي ذكره لِأَن الْمَسْجِد مَوضِع التِّلَاوَة وَالْمَلَائِكَة وَالْبر والسنك فَإِذا لعب بِهِ سَاعَة سأم وَترك والبقعة أقوى لدوام الصَّلَاة وَالْقِرَاءَة فِيهَا

وَأما من يقرا الْقُرْآن فِي الْحمام فَإِنَّهُ يشْتَهر فِي أَمر فَاحش ويقود لِأَن الْحمام بَيت الشَّيْطَان وَمَوْضِع كشف العورات وَالْمَلَائِكَة لَا يتهيأ لَهُم دُخُول الْحمام

وَلَا يتهيأ للشَّيْطَان دُخُول الْمَسْجِد.

الْمقَالة السَّابِعَة:

<<  <   >  >>