للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في العزلة، وهو من رواد هذا الموضوع إن لم يكن رائده.

وقد اختلفت مذاهب العلماء في: الخلطة والعزلة للمؤمن، وأيهما أفضل، على قولين:

القول الأول: ذهب سفيان الثوري، وإبراهيم بن أدهم، والفضيل بن عياض، وآخرون (١) إلى أن العزلة أفضل، أفضل، واستدل هؤلاء على تفضيل العزلة بما يلي:

١. قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا} (٢) ثم قال تعالى في الآية بعدها: {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا} (٣). إشارة إلى أن ذلك ببركة العزلة.

٢. واحتجوا أيضا بقول موسى عليه السلام: {وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ} (٤) ففزع إلى العزلة عند اليأس منهم.

٣. وبقوله تعالى في أصحاب الكهف {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ} (٥).


(١) الإحياء: ٢/ ٢٤٢، مختصر منهاج القاصدين: ١٠٩.
(٢) سورة مريم: ٤٨
(٣) سورة مريم: ٤٩
(٤) سورة الدخان: ٢١
(٥) سورة الكهف: ١٦

<<  <   >  >>