للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويجاب: بأن الأدلة المتقدمة الذكر إنما وردت في شأن عزلة الكفار والمحاربين للمسلم في دينه، وليست في عزلة المؤمنين، فهي خارجة عن موضع النزاع فلا يستدل بها (١).

٤. واستدلوا بحديث عقبة بن عامر، وعبد الله بن عمرو (٢).

٥. وبحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - قال: قيل يا رسول الله: أي الناس أفضل؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله» قالوا: ثم من؟ قال: «مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره» (٣).

يقول الغزالي: (وفي الاحتجاج بهذه الأحاديث نظر، فأما قوله لعقبة بن عامر فلا يمكن تنزيله إلا على ما عرفه -صلى الله عليه وسلم- بنور النبوة من حاله، وأن لزوم البيت كان أليق به وأسلم له من المخالطة، فإنه لم يأمر جميع الصحابة بذلك، ورب شخص تكون سلامته في العزلة بذلك لا في المخالطة، كما قد تكون سلامته في القعود في البيت وأن لا يخرج إلى


(١) ينظر: العزلة: ٦٢ الإحياء: ٢/ ٢٤٦
(٢) سبق تخريجه ص: ٩، ١١
(٣) أخرجه البخاري في الجهاد باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه (٦/ ٨) رقم ٢٦٣٥ واللفظ له، ومسلم في الإمارة باب فضل الجهاد (٦/ ٩) رقم ٤٩٩٤.

<<  <   >  >>