للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجهاد، وذلك لا يدل على أن ترك الجهاد أفضل. وفي مخالطة الناس بمجاهدة ومقاساة، ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: «الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم» (١) (٢).

٦. وبقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يحب العبد التقيَّ، الغنيَّ، الخفيَّ» (٣).

ومعنى الخفي على ما ذكره النووي - رحمه الله -: (الحامل المنقطع إلى العبادة والاشتغال بأمور نفسه، وذكر. رحمه الله. أن في هذا الحديث حجة لمن يقول الاعتزال أفضل من الاختلاط، وفي المسألة خلاف .... ومن قال بالتفضيل للاختلاط قد يتأول هذا على الاعتزال وقت الفتنة ونحوها) (٤).

القول الثاني: وإليه ذهب أكثر التابعين، سعيد بن المسيب والشعبي وابن عيينة وابن المبارك والشافعي وأحمد وجماعة، وهو قول الجمهور (٥) بأن الخلطة أفضل من العزلة.


(١) من حديث ابن عمر، سيأتي تخريجه ص ٢٣.
(٢) الإحياء: ٢/ ٢٤٧
(٣) أخرجه مسلم في الزهد باب الزهد والرقائق: (٤/ ٢٢٧٧) رقم ٢٩٦٥.
(٤) شرح النووي على مسلم: ١٨/ ١٠٠ - ١٠١.
(٥) ينظر: الإحياء: ٢/ ٢٤٢، مختصر منهاج القاصدين: ١١٠.

<<  <   >  >>