للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستدلوا بأدلة كثيرة أوردها وناقشها الخطابي والغزالي (١)، ومنها:

١. ما أمر الله سبحانه وتعالى به من الاجتماع، وما نفي عنه من الافتراق وحذر منه، فقال تعالى ذكره:

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} (٢).

٢. وقوله تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} (٣)، ووجه الاستدلال حصول المنة من الله لرسوله بالتأليف بين قلوب المؤمنين، ولا يكون التأليف إلا مع الخلطة والاجتماع.

٣. واحتجوا أيضا بقوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} (٤).

وأجاب الغزالي (٥) عن استدلالهم بقوله: (امتن على الناس بالسبب المؤلف وهذا ضعيف؛ لأن المراد به تفرق الآراء واختلاف المذاهب في معاني كتاب الله وأصول الشريعة. والمراد بالألفة: نزغ


(١) العزلة: ٥٣ - ٦٠، الإحياء: ٢/ ٢٤٣ - ٢٤٥.
(٢) سورة آل عمران: ١٠٣.
(٣) سورة الأنفال: ٦٣.
(٤) سورة آل عمران: ١٠٥.
(٥) الإحياء: ٢/ ٢٤٤.

<<  <   >  >>