للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(قلت: فهذا الحديث المتفق على صحته نص صريح في أنه لا ينبغي أن يتكلم إلا إذا كان الكلام خيرة، وهو الذي ظهرت له مصلحته، ومتى شك في ظهور المصلحة فلا يتكلم. وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله -: إذا أراد الكلام فعليه أن يفكر قبل كلامه، فإن ظهرت المصلحة تكلم، وإن شك لم يتكلم حتى تظهر) (١).

وذكر الإمام مالك في الموطأ: عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه - أنه دخل على أبي بكر الصديق وهو يحبذ لسانه -أي: يجره بشدة - فقال له عمر: مه! غفر الله لك، فقال أبو بكر: إن هذا أوردني الموارد (٢).

وقال النووي في الأذكار (٣): «بلغنا أن قس بن ساعدة، وأكثم بن صيفي اجتمعا فقال أحدهما لصاحبه: كم وجدت في ابن آدم من


(١) الأذكار: ٥١٧.
(٢) (٥/ ١٤٣٨)، وأخرجه ابن أبي شيبة (٥/ ٣٢٠)، وابو يعلى في مسنده (١/ ١٧ رقم ٥) ومن طريقه أخرجه ابن السنى في عمل اليوم والليلة ٧ رقم ٧، وذكره الهيثمي في المجمع ١٠/ ٣٠٢ وقال: ( ...... ورجاله رجال الصحيح … ) ونقل السيوطي في الجامع الكبير عن الحافظ ابن كثير أنه قال: (إسناده جيد) وقال الألباني في الصحيحة: ٢/ ٦٢ رقم ٥٣٥: (صحيح الإسناد على شرط البخاري).
(٣) / ٤٢٣.

<<  <   >  >>