للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد وردت أحاديث أخرى تؤكد أهمية حفظ اللسان عند الفتنة، وأن وقع اللسان في تلك الفتن أشد من وقع السيف:

منها حديث عبد الله بن عمرو، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «تكون فتنة تَسْتَنْظِفُ العرب (١)، قتلاها في النار (٢)، اللسان فيها أشد من وقع السيف» (٣).


(١) أي: تستوعبهم هلاكًا. يقال: استَنْظَفتَ الشيء إذا أخذته كلَّه، ومنه قولهم: استنظفت الخراج، ولا يقال: نظَّفْتُه.
النهاية في غريب الحديث (٥/ ٧٩) مادة (ن ظ ف).
(٢) قال القاضي - رحمه الله-: المراد بقتلاها من قتل في تلك الفتنة، وإنما هم من أهل النار لأنهم ما قصدوا بتلك المقاتلة والخروج إليها إعلاء دين أو دفع ظالم أو إعانة محق. وإنما كان قصدهم التباغي والتشاجر طمعًا في المال والملك. نقله عنه المباركفوري في تحفة الأحوذي (٦/ ٣٣٥)
(٣) أخرجه أبو داود في الفتن باب في كف اللسان في الفتنة: ٤/ ٤٦١ رقم ٤٢٦٥، وابن ماجة في الفتن باب كف اللسان في الفتنة: ٢/ ١٣١٢ رقم ٣٩٦٧، والترمذي (٥/ ١٧٨)، ٢١٧٨ وأحمد (١١/ ١٧٠ رقم ٦٩٨٠)، قال الترمذي: هذا حديث غريب، سمعت محمد بن إسماعيل يقول: لا يعرف لزياد بن سيمين كوش غير هذا الحديث، رواه حماد بن سلمة عن ليث فرفعه، ورواه حماد بن زيد عن ليث فأوقفه. وإسناده ضعيف، لضعف ليث بن أبي سليم، قال الحافظ في التقريب (٥٩٨٥): «صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك» وزياد بن سيمين كوش. بكسر المهملة والميم. قال الحافظ عنه: «مقبول» التقريب (٢٠٨١) وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة: ٣١٩، وفي السلسلة الضعيفة (٧/ ٢١٧) ٣٢٣٠.

<<  <   >  >>