للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من بقائه، وكما ترك تغيير البيت وجعله على قواعد إبراهيم عليه السلام (١)، وغيرها.

ويقول ابن القيم (٢): «إن النبي -صلى الله عليه وسلم- شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر، ليحصل بإنكاره من المعروف ما يحبه الله ورسوله، فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله فإنه لا يسوغ إنكاره، وان كان الله يبغضه ويمقت أهله، وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم، فإنه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر .... وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى من أميره ما يكرهه فليصبر، ولا ينزعن يدا من طاعته»، ومن تأمل ما جرى على الإسلام في الفتن الكبار والصغار رآها من إضاعة هذا الأصل، وعدم الصبر على منكر فطلب إزالته فتولد منه ما هو أكبر منه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى بمكة أكبر المنكرات، ولا يستطيع تغييرها بل لما فتح الله مكة


(١) كما جاء في البخاري كتاب العلم/ باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه (١/ ٥٩) ١٢٦ من حديث عائشة -رضي الله عنها قالت: لي قال النبي صلى الله عليه و سلم (يا عائشة لولا قومك حديث عهدهم - قال ابن الزبير - بكفر لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين باب يدخل الناس وباب يخرجون). ففعله ابن الزبير. ونحوه عند مسلم كتاب الحج (٤/ ٩٨) ٣٣٠٨.
(٢) إعلام الموقعين (٣/ ٣).

<<  <   >  >>