للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نصفين: نصف للرجال ونصف للنساء, أو أن يرفضوا الغذاء في نهار رمضان، أو أن يقوموا بختان أولادهم.. إلخ.

والملحد نفسه يشكل الرأي العام إلى حد كبير, يقص علينا أ، ب. أفكسينتوف, وهو أحد الملحدين في شمال القوقاز, أن "عليمه جاجير زونفا شيزوخوفا" وهي من المشاركات في النشاط الاجتماعي كانت أول من امتنع عن إقامة المراسم الدينية في زواج ابنتها, وقد وجدت لها في الحال أتباعًا, ويدلنا هذا على أن تلك المراسم قد فات أوانها منذ زمن بعيد, وما أسرع ما انتشرت الأنباء في المنطقة عن زيجات جديدة تتمّ بمشاركة الأوساط الاجتماعية وبدون مراسم دينية، وهكذا انتهت مثل هذه الزيجات الدينية في أركينخالكي وغيرها من المناطق.

ولا بُدَّ في العمل على نشر الإلحاد بين المؤمنين المسلمين من أن يستغلّ في براعة اللهفة إلى المعرفة، ذلك أن الإسلام إذ يقوم على أساس القرآن, إنما يضيق اهتمامات معتنقيه ويحددها لكي يثبت الجهل, ولا بُدَّ أن نضع الإسلام من ناحية, والعلم والحضارة من ناحية أخرى؛ كطرفي نقيض؛ إذ أن العلم والحضارة وحدهما هما الكفيلان بحقٍّ بتلبية رغبات السوفيت في المعرفة.

وليس في قبيل المصادفة تلك النتائج الإيجابية التي حققتها أحاديث الملحد قادر بير تييسوف, وهو من كولخوز كيزيل يولدوز في جمهورية تركمانيا مع المتدينين. لقد استطاع أن يستخدم إنجازات العلم في تفنيد التصورات الدينية. أمَّا الملحد "رحمن خوجا ميرديف" وهو مدير الكولخوز, واسمه رسول جمعاييف يقول في حوار معه: "لا قدر الله علينا بنزول البرد, وهكذا تبين مدير المدرسة أنَّ المتحدث إليه رجل مؤمن. إدراك هذا ولكنه لم يعر الأمر اهتمامًا وأجرى الحديث معه لا عن الله, بل عن ظواهر الطبيعة وعن ماهية المطر والبرد, وكان يتكلم بطريقة مشوقة جذبت انتباه عامل المزرعة, فأخذ هذا يرجو أن يزوره ضيفًا, وشرع الملحد يزور عائلة جمعاييف، وكان يبرهن للعائلة باستعمال أمثلة من الحياة بسيطة سهلة الفهم

<<  <   >  >>