الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فهذه الكلمات نخطها عن حاضر العالم الإسلامي.. مما رأينا بأعيننا، أو لمسنا بأيدينا, أو رجعنا إليه في مصادره ومظانِّه وإحصاءاته.
على أننا قد استعنا بتقارير مَنْ نثق في صدقهم من أمثال: رجال تحرير جبهة مورو، ورجال تحرير فطاني، وبعض مجاهدي فلسطين، وآخرين لم يشاءوا أن نكشف عنهم, وقد قبلنا تقارير هؤلاء.. كما يقبل القاضي شهادة الشهود بعد تمحصيها والثقة في صدقها، واضطررنا إلى البينة لما عزت المصادر الرسمية، أو شككنا في صدقها.
ونحسب أن هذه الكلمات هي المرجع الأوّل الحالي حول حاضر العالم الإسلامي، فلم نجد -فيما نعلم- شيئًا كُتِبَ بعد ما كتبه الكاتب الأمريكي "لوثروب ستوارد", وترجمه إلى العربية الأستاذ عجاج نويهض, وعلق عليه الأمير شكيب أرسلان.
وهي وإن حاولنا فيها مسح العالم الإسلامي كله, إلّا أن ذلك كان في شأن الخطوط العامَّة حول الواقع الفكري, أو الواقع السياسي, أو الواقع الاجتماعي، أو الواقع الاقتصادي. لكن ذلك لم يمنعنا من إفراد بحوث خاصَّة للقضايا الإسلامية الراهنة مثل: قضية فلسطين كقضية وطن إسلامي سليب، ومثل قضية الفلبين كقضية وطن إسلامي مجاهد, ومثل قضايا الأقليات وغيرها.