وقد اتسمت دراستنا -بفضل الله- سواء في خطوطها العامَّة, أو في تفصيلاتها, بمناسبة دراسة القضايا الخاصة, اتسمت بفضل الله وحده بالموضوعية والتعمق, بعدًا عن التجريح الشخصي، ثم بلوغًا إلى جذور القضية, وصولًا إلى حلٍّ لها.
ولقد كلَّفنا ذلك أن نرفع الأسماء حتى من المصادر التي نقلنا عنها، إيمانًا منَّا بأنَّ الموضوعية أصلح منهج لبلوغ الإصلاح، فوق أنها اتباع لسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي كان ييتعد عن كل تجريح شخصي, فيرقى المنبر ليقول: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا، وأخيرًا إيمانًا بأنَّ التطبيق على الأشخاص لا يكون إلّا عند عقد المحاكمات، وليس المجال مجال محاكمة ولا الأوان أوانها.
بيد أننا نؤمن في الوقت ذاته أن أولئك الذين خانوا الأمانة، وشاركوا في طعن قضايا العالم الإسلامي, أولئك لن يفلتوا.
فالأمّة الإسلامية بدأت يقظتها، ولن تعود إلى النوم الذي استغلّوا فيه غفلتها, والتاريخ يكتب ويسطر, وما غطَّاه ظلام الأمس سوف يكشفه نهار للغد.
والله سبحانه من قبل هؤلاء ومن بعدهم يسمع ويرى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ... } .
ونحن نؤمن بعد ذلك أنَّا بإذن الله ورثة هذا العالم، وأننا الأمة الوسط التي جعلها الله على الناس شاهدًا.