من بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمع المسلمون في سقيفة بني ساعدة ليبحثوا مَنْ يكون إليه الأمر بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتسامع الناس أنَّ الأنصار يرون الأمر فيهم، وسارع أبو بكر وعمر رضي الله عنهما لحسم الخلاف، وتأخَّر دفن الجثمان الطاهر -وهو عليهم جَدٌّ عزيز- حتى انتهوا من أمر الخلافة، وكان اجتماع المسلمين، وفي مقدمتهم كبار الصحابة، على ذلك النحو إجماعًا على وجوب الخلافة.
ولفقهٍ أدركه السلف الصالح سمّوا الخلافة الإمامة العظمى بالقياس إلى الإمامة الصغرى إمامة الصلاة، ليتأكَّد بذلك وجوبها، وليتأكَّد مكانها بين سائر الواجبات.
وعرف الفقهاء -من بعد- بأنها خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا، وأضاف البعض في نهاية العبارة لفظ "به" لتتأكَّد وظيفتا الخلافة الرئيسيتان:
حراسة الدين.
سياسة الدنيا بهذا الدين.
"وظلَّت خلافة الإسلام تُظِلُّ المسلمين أكثر من ألف عام، تقيم شرع الله وهو أوّل الواجبات وأعلى الضرورات, وتجمع شمل المسلمين وهو كذلك من الواجبات والضرورات.
صحيح أنه أصابها في فترات عديدة ضعف أو انحراف، لكنها بقيت رمزًا للأمرين: