تقع جمهورية لبنان شرقي البحر الأبيض المتوسط. يحدها شرقًا وشمالًا سوريا, ويحدها جنوبًا فلسطين المحتلة، وغربًا البحر الأبيض، وكانت قبل لعبة الاستعمار الحديث في تقسيم بلاد الإسلام, وتفتيت وحدتها جزءًا من بلاد الشام, فخضع لبنان عبر التاريخ لكل ما أصاب الشام من أحداث وظروف, ودخل أهله الإسلام مع الفتح الإسلامي في زمن عمر بن الخطاب, وتمتَّع سكانه على اختلاف أديانهم وطوائفهم بكل ما تمتَّع به سكان الدولة الإسلامية من عدالة وأمن ورخاء.
وقد حَلَّ به عبر التاريخ كثير من الأمم القديمة مثل: الأكاديين والكنعانيين والأموريين والفينيقيين ثم الفرس والهكسوس, والروم الذين كانوا يتَّخذون من عرب الغساسنة أعوانًا لهم, وبالفتح الإسلامي للشام صار لبنان وبقية بلاد الشام جزءًا من دولة الإسلام, ولطبيعة لبنان الجغرافية بحكم إطلاله على ساحل البحر
الأبيض تهيأ لسكانه كثرة الاتصال بالمؤثرات الخارجية، ولكن لم تنقطع صلة أهله بالإسلام, حتى كانت الحملات الصليبية على بلاد الشام, فاستعان الصليبيون بموارنة لبنان والشيعة الباطنية ليكونوا لهم عونًا وأعوانًا ضد المسلمين, وحين هزم الصليبيون وطهَّر صلاح الدين الأيوبي الأرض من أعداء الإسلام, عادت لبنان جزءًا من بلاد الشام.
وباستيلاء العثمانيين على مصر والشام ١٥١٧ صارت لبنان مع بقية الشام ولاية عثمانية حتى قيام الحرب العالمية الأولى "١٩١٤-١٩١٨", وحين ضعفت سلطة الخلافة العثمانية على ولايتها انتهزت دول الصليب فرضتها لخلق الطائفية الدينية في لبنان, حتى ضمِّن بروتوكول ١٨٦٠ إعطاء الحرية