ما كان الاستعمار القديم إلّا حلقة من حلقات الاضطهاد الصهيوني الصليبي للعالم الإسلامي، قصدًا إلى إذلاله وتنفيذ مخطَّط لتحطيم عقيدته وقيمه, وأخيرًا سلب خيراته.
وإنما كانت بالدرجة الأولى بثّ "التغريب وإشاعة التقاليد والثقافة الغريبين", وبعبارة أخرى: تحطيم عقيدة الإسلام وإبعاد مُثُلَه وقيمه وتقاليده.
وهو ما صرَّح به قائد الحملة الفرنسية في طريقهما إلى لبنان, حين سأله الصحفيون عن بارجة المومسات التي كانت تسير مع سائر البوارج الحربية، فقال لهم: إن أثر البوارج الحربية قد يزول, أمَّا أثر هذه فلن يزول.
لكن الاستعمار القديم كان يجد المقاومة من أبناء البلاد حين نزوله, وطوال مدة وجوده, وكان وجود البزَّة الصفراء الأجنبية مثيرًا لكل أنواع الحميِّة في عروق الشباب، إن لم يكن حمية الإسلام فحمية الوطنية وحمية الشرف والدفاع عن العرض، ومن ثَمَّ فإن الاستعمار القديم -من حيث لا يريد- كان يستثير المقاومة ويجعلها في حالة استعداد مستمر إن لم يصل إلى درجة الاستعداد الكامل، ولذا كانت خسائره في المال والأرواح كثيرة.
ومن ناحية أخرى, فقد كان يلقي المقاومة "النفسية" إزاء ما يريد من تحطيم عقيدة الإسلام، الأمر الذي حاولته الحروب الصليبية من قبله وفشلت فيه.
فلو أمكن تلافي خسائر المال والأرواح، وتلافي المقاومة النفسية لأوامره, لكان ذلك أفضل!
- واهتدى الاستعمار الصليبي والصهيوني إلى أنَّ "النخبة الوطنية أقدر وأسرع في التغيير المطلوب" وتحوّل الاستعمار القديم إلى أسلوب جديد, هو غزو الشعوب من الداخل, عن طريق طائفة من خونة أهل البلاد.