للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإسلام, والكيد للمسلمين. ومن حقائق الواقع المعاصر أنَّ نصارى الشام كانوا هم المبشرين بدعوة القومية العربية لتحلَّ محل دعوة المجتمع الإسلامي.

وقد ترعرع الحزب في جوِّ الإرهاب والانقلابات العسكرية, تلك السلسلة التي بدأتها المخابرات الأمريكية بانقلاب حسني الزعيم في ٣٠ مايو ١٩٤٩ على يد مهندس الانقلابات العسكرية في المنطقة العربية "كيرميت روزقلت" رجل المخابرات الأمريكية المركزية, الذي دبَّر معظم هذه الانقلابات١.

يصف الأستاذ جلال السيد, وهو عضو قديم في حزب البعث, انقلاب الثامن من آذار ١٩٦٣ بقوله:

"سلك حكام ثورة الثامن من آذار مسالك أعطت عنها بعض الحق ليقول الناس فيها أقوالًا تصف ظواهر الأمور البادية للعيان, فهي في نظر الناس ثورة الأقليات الطائفية على الأكثرية, وهي ثورة الجهل على العلم, وذلك برفع الجهلاء من الحزبين, وخفض العلماء سواهم, وهي ثورة التحلُّل وقطع الأواصر الاجتماعية على المروءات والأخلاق العربية, ثم هي فوق ذلك ثورة الإلحاد والمروق على الدين ومناخه الروحي, وهي ثورة المصالح المادية على المعاني السامية والمصطلحات الإنسانية, وثورة الماركسية على القومية وتراثها العربي الثمين٢.

وبانقلاب مارس ١٩٦٣ كانت المرحلة الثانية من مراحل حزب البعث؛ حيث بدأ الانقسام داخل الحزب, وبدأ طغيان الطائفة النصيرية بالحزب, وألقى ميشيل عفلق بيانًا في القيادتين القومية والقطرية, أشار إلى طغيان الطائفة النصيرية وتعاظم الجناح العسكري.

حيث قامت ما سُمِّيَ بالحركة التصحيحيِّة الأولى, برز فيها صلاح جديد "نصيري" وسليم حاطوم "درزي" وعبد الكريم الجندي "إسماعيلي".

ووراءهم حافظ الأسد "نصيري", ولجأ ميشيل عفلق إلى العراق, وخاضوا


١ جابر رزق: الإخوان المسلمون والمؤامرة على سوريا, ص٢٩.
٢ المرجع السابق ص٣٨, ٣٩ نقلًا عن كتاب البعث لجلال السيد ص١٨٧.

<<  <   >  >>