العاطفي والعقلي, مع استعداد للصبر الطويل على كل الأوضاع. والجندي المصري من أكفأ جنود العالم، وقد قيل إبَّان الحرب العالمية الثانية: إن الجندي الألماني يساوي ثمانية من الجنود الإنجليز، والجندي المصري يتفوَّق بالضعف على الجندي الألماني، ومعنى ذلك أنَّ الجندي المصري يساوي ستة عشر جنديًّا إنجليزيًّا.
ولقد أثبت جهاد شباب مصر المسلم إبَّان حرب القتال وفلسطين أنَّ الواحد منهم بخمسين أو مائة من الأعداء١.
٤- الوفرة العددية لشعب مصر "٤٠ مليون" مع الاستعداد للاستمرار والمزيد، فبرغم دعاوى تحديد النسل التي تشكَّلت تحت أسماء عديدة، وقامت على تشجيعها وزارات وهيئات رسمية، فلا يزال تناسل الشعب المصري يتكاثر، ولو أطلق له حرية التناسل، وكان مع ذلك شيء من الرخاء الاقتصادي، فضلًا عن مبادئ الإسلام وخلقه؛ لأقبل الشباب على الزواج في سنٍّ مبكِّر, ولتضاعف عدد الشعب أضعافًا كثيرة, وهذه لها أكثر من فائدة.
فهي تعطي الشعب القدرة على الاستمرار في الحروب, مع إحاطة الأعداء بها من كل جانب.
وهي تعطي عاملًا اقتصاديًّا ضخمًا يساعد على وفرة الإنتاج ورخصه, فضلًا عمَّا تعطيه من الأهمية الأدبية للشعب المصري وسط شعوب المنطقة.
ومما لا شك فيه أن زيادة السكان تعتبر من أقوى أسس القوة والنماء في العالم الإسلامي عامَّة وفي مصر خاصة. وهذه الزيادة تخيف أعداء الإسلام, ومما يقدِّم لنا صورة عن زيادة السكان في مصر وتأثيرها في موقف الدول المعادية للإسلام منها, الرجوع إلى ما ذكره باول شمتز إذ يقول: "بعد ثلثمائة سنة سيصبح سكان مصر حوالي ٥٠٠ مليونًا, وبعد ٤٢٥ حوالي ٢ مليارًا, أي: إنه سيكون في مصر أعداد من البشر تساوي ما هو موجود
٣ راجع مذكرات كامل الشريف عن حرب فلسطين تحت عنوان: "الإخوان المسلمون في حرب فسلطين", ومذكرات الأخ حسن روح عن حرب القتال.