٢ ذكر هاري هوبكنز في كتابه المنشور في بريطانيا عام ١٩٦٩م, أن ناصر كلَّف اثنين بترتيب لقاء بينه وبين موسى شاريت رئيس جمهورية مالطة, وزعيم حزب العمل بها. كما أعطى ناصر في نفس العام أيضًا خطابا بخطِّه إلى عضو البرلمان موريس أورباخ لتوصيله لموسى شاريت, وفي نفس العام أيضًا أصدر عبد الناصر كتاب: فلسفة الثورة, الذي جاء خاليًا من الدعوة لحمل السلاح ضد إسرائيل. كما ألَّف دافيد هولدن الصحفي البريطاني كتابين عن عبد الناصر, ذكر في أحدهما أنَّه كان وسيطًا بين عبد الناصر وبن جوريون, وكان يتنقل بين منزل كلٍّ منهما حاملًا الرسائل والرد عليها. وقد قتل هولدن بمجرد وصوله للقاهرة قادمًا من القدس بعد أن حضر زيارة السادات لها في نوفمبر ١٩٧٧م, وتَمَّ العثور على جثته في مدينة نصر بالقاهرة, تنفيذًا لمبدأ الموتى لا يتكلمون، ذلك أنَّ الرجل كان يعلم أكثر من اللازم عن صلات ثورة ٢٣ يوليو باليهودية العالمية التي أثمرت فيما بعد كلًّا من كامب دافيد واتفاقية واشنطن. هذا وقد صرَّح أمين شاكر -وزير السياحة المصري السابق ومدير مكتب عبد الناصر في أول الثورة, في أهرام الجمعة ١٦ ديسمبر ١٩٧٧م, أن عبد الناصر قام باتصالات سرية مع إسرائيل دون علم مجلس الثورة, وأن لديه وثائق هامَّة في هذا الشأن, وأن الصحفي المعروف حسنين هيكل كان وسيطًا في بعض هذه الاتصالات, وقد أدلى أمين شاكر بهذه التصريحات للأهرام في معرض دفاعه عن زيارة السادات للقدس عام ١٩٧٧م, بذكره أنَّ لديه وثائق بخطِّ عبد الناصر توضِّح أنه فعل سرًّا ما فعله خليفته علنًا.