للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيداً} ١.

ومن ثَمَّ كان إجلاؤهم:

١- بنو قينقاع.. لما غدروا، وكشفوا سوأة المرأة المسلمة، وقتلوا مَنْ دافع عنها.

٢- وبنو النضير.. لما غدروا كذلك، وحاولوا إلقاء الحجر على الرسول وهو مسند ظهره إلى حائطهم.

٣- وبنو قريظة.. أخيرًا لما تحالفوا مع الأحزاب, فعاد إليهم رسول الله صلى الله عليهوسلم بعد أن أجلى الله الكفَّار من حول الخندق، عاد إليهم وهو يقول للمسلمين: $"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلينَّ العصر إلّا في بني قريظة" وقتل الرجال، وسبى النساء والذرية٢.

وأنزل الله فيهم قوله:

{وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً، وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً} .

وطهَّر الله منهم أرض الجزيرة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان تصريح رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيَّة انتقاله إلى الرفيق الأعلى: "لا يجتمع في الجزيرة دينان".

وحملوا الحقد في نفوسهم، وأخفت الأفعى اليهودية رأسها حينًا، حتى أطلَّت على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه تنفث سمومها، حتى بلغ الأمر حدَّ التآمر على حياته، فقُتِلَ ذو النورين وهو صائم يتلو القرآن.

ثم زاد نفث السموم على عهد عليّ رضي الله عنه حتى تأجَّجت نار


١ الأحزاب١٠، ١١.
٢ انظر سيرة النبي لابن هشام, وزاد المعاد لابن قم الجوزية.
٣ الأحزاب ٢٦-٢٧.

<<  <   >  >>