للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".

وبهذا أعطي "من لا يملك" لمن لا يستحق أوَّل حماية يتمّ التصريح بها، وأوَّل خطوة على طريق الشرعية الزائفة, ومع ذلك اعتبرها الصهيونيون تصديقًا بريطانيًّا رسميًّا على إنشاء دولة يهودية في فلسطين, وذلك عن طريق الهجرة الجماعية وابتياع الأراضي١، ووافقت على التصريح فرنسا وإيطاليا في فبراير سنة ١٩١٨, وأمريكا في أكتوبر سنة ١٩١٨ ٢.

وكانت تتمَّة المؤامرة البريطانية-الغربية, إعلان الانتداب على فلسطين بعد ضمِّها مع شرق الأردن والعراق إلى بريطانيا, واكتشف الشريف حسين ومن وراءه من العرب أنَّ فلسطين قد سُلِّمت لليهود، وأنَّ العرب جرى اقتسامهم بين الدول الحليفة٣.


١ انظر Ziomismeand the World peace -١٩١٩-٣٦٩.
٢ وقد كشف الصهاينة عن شعورهم في مؤتمرهم المنعقد عام ١٩١٨ بمدينة بيتنسبورج "بعد إقناع الحكومات القوية لكلٍّ من بريطانيا العظمى وفرنسا وإيطاليا، وبعد الحصول على المصادقة من رئيس الولايات المتحدة، صرنا نشعر بأننا كسبنا قضيتنا أمام العالم، وأنه لا لزوم البتَّة لهدر طاقات ثمينة على محاولة إقناع معارضة تافهة الأهمية، إن الكومنولث اليهودي في فلسطين هو حقيقة قائمة, ونحن الآن نقوم بتعيين حدود الدولة".
Zinoisme the paces Conference, public, XX ١١ (february J,١٩١٩) ١١Z.
٣ الصهيونية كمرحلة من مراحل الإمبريالية الغربية, ريتشارد ب. ستيفنز, ص٧١ من كتاب تهويد فلسطين لإبراهيم أبو لغد.
وقد جاء في ميثاق عصبة الأمم عن الأهداف الرئيسية لنظام الانتداب:
"إن المستعمرات والأقاليم التي كان من عواقب الحرب الأخيرة أنها لم تعد تحت سيادة الدول التي كانت تحكمها قبلًا، والتي تقطنها شعوب لم تقوَ على الوقوف على قدميها في الظروف الشديدة الوطأة للعالم الحديث، ينبغي أن يطبَّق عليها المبدأ القائل بأن صالح مثل هذه الشعوب وتطورها يمثلان وديعة مقدسة في ذمة المدنية (!!) .
وأن الضمانات الكفيلة بتحقيق هذه الوديعة يجب إدراجها في نص الميثاق". "الفقرة الأولى من المادة ٢٢.
وفي الفقرة الثالثة من توطئة صك الانتداب:
"ولما كان ذلك اعترافًا "غير تصريح بلفور" بالصلة التاريخية التي تربط الشعب اليهودي بفلسطين، وبالبواعث الأساسية على إعادة تأسيس وطنهم القومي في تلك البلاد".

<<  <   >  >>